أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الحادية عشرة في موضوع "الوارث "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحاديةعشرة في موضوع (الوارث) وهي بعنوان*معنى(الوارث) في حق الله عز وجل : قال الزجاجي: "الله - عز وجل - وارث الخلق أجمعين،لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون كما قال عز وجل -:{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} مريم: 40. ويقول الخطابي:"(الوارث) هو: الباقي بعد فناء الخلق والمسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم،ولم يزل الله باقيًا مالكًا لأصول الأشياء كلها يورثها من يشاء، ويستخلف فيها من أحب". *ومن آثار الإيمان باسمه سبحانه (الوارث) 1- السعي في هذه الدنيا للتقرب إلى الله عز وجل وجنته بالعلم النافع والعمل الصالح؛ وذلك للفوز بالجنة التي لا يورثها الله عز وجل إلا للمتقين:{ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا } [مريم:63]. واللهج بالدعاء الذي دعا به إبراهيم عليه السلام:{وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} [الشعراء:85]. 2- عدم الاغترار بقوة الباطل وانتفاشه فإن الله - عز وجل - له بالمرصاد وسيأتي الوقت الذي يزهقه الله فيه،ويورث عباده المؤمنين ديارالكافرين ويمكنهم فيها. وقوله سبحانه: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَن الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105]. 3- عدم الاغترار بالدنيا والحذر من الركون إليها، لأن مآلها إلى الفناء ولا يبقى إلا ما قدمه العبد لنفسه يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم:(يقول ابن آدم: مالي مالي. قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت).رواه مسلم 4- التعلق بالله وحده، والتوكل عليه في حفظ من يبقى للعبد بعد موته من مال، وولد وهو خير الوارثين. 5- التبرؤ من الحول والقوة في كسب المال، والنظر إلى أن المالك الحقيقي هو الله - عز وجل - وإنما وضعه الله في أيدي الناس للاختبار، وهذا يحفز العبد إلى الإنفاق في سبيل الله - عز وجل - والجود به في سبيل مسديه. قال سبحانه: { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [الحديد: 10]. [الأنترنت- موقع حياة القلوب في معرفة علام الغيوب - ولله الأسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل] *«الوارث» .. تفرد بالبقاء بعد هلاك كل شيء إلا وجهه «الوارث» اسم من أسماء الله الحسنى،ومعناه الباقي، ولأن الله سبحانه وتعالى حي باق على الدوام فهو الوارث، كل ما بأيدي الخلق مصيره إليه، اسم يدل على بقائه وديمومته، فهويرث الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، يبقى بعد فناء الكل، ويفنى من سواه فيرجع ما كان ملكاً للعباد إليه وحده لا شريك له. ويتفق العلماء على أن «الوارث» هو الذي يرث السماوات والأرض وما فيهما بعد موت الخلائق وانتهائها، هو المتفرد بالملك والبقاء عند تعميم الهلاك والفناء، فتكون له الأبدية التامة التي تنتهي إليها الأمور. إن الله تعالى هو الوارث الحق، لأن كل شيء مملوك له وحده لا شريك له،الذي يورث من يشاء بما يشاء فيجعل إرثه حيث يشاء، وينقل ملكه ممن يشاء لمن يشاء بأي سبب ونسب شاء ومتى شاء. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته