أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة في موضوع "الوارث "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الوارث) وهي بعنوان :*معنى الوارث إصطلاحاً : من معاني الوارث : 1 ـ الوارث سبحانه وتعالى هو الباقي الدائم بعد فناء الخلق : أما " الوارث "سبحانه وتعالى قال هو الباقي الدائم بعد فناء خلقه ، أحياناً يخطر في بالي ، حينما أرى سوقاً من أسواق دمشق العريقة وليكن سوق الحمدية ، أقول : كل خمسين عاماً يكون في أشخاص جدد في هذه المحلات ، يكبر الإنسان ، يقعد في البيت ، يتولى أولاده العمل من بعده ، توافيه المنية ، يبيعون المحل ، يقتسمون التركة ، يأتي إنسان جديد ، هذه البيوت كلها ، وهذه الأسواق كلها ، كل خمسين عاماً تقريباً هناك أناس جدد . مرة قرأت كتاباً من أربعة أجزاء عن قصص العرب ، اتعظت بعد قراءته موعظة بالغة ، وجدت أن الأقوياء ماتوا ، والضعفاء ماتوا ، والأغنياء ماتوا ، والفقراء ماتوا ، والأصحاء ماتوا ، والمرضى ماتوا ، والأذكياء ماتوا ، والأغبياء ماتوا ، وكل مخلوق سوف يموت ، ماذا بعد الموت ؟ هنا البطولة . " الوارث " سبحانه وتعالى هو الباقي الدائم بعد فناء الخلق و " الوارث " صفة من صفات الله جلّ جلاله ، وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، فالله : " نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا " وهو " خَيْرُ الْوَارِثِينَ " . هذه المنطقة ،منطقة الشرق الوسط، جاءها الرومان ، وجاءتها شعوب كثيرة ، أين هي ؟ تحت أطباق الثرى ، الله يرث الخلق ، بل هو " خَيْرُ الْوَارِثِينَ " أي يبقى بعد فناء خلقه جميعاً فيفنى من سواه، ويرجع ما كان،فيرجع الأمر إلى الله عز وجل"خَيْرُ الْوَارِثِينَ " إذا كان الخلائق يتعاقبون على الأرض، فيرث المتأخر المتقدم ،ويرث الولد الوالد ،والزوج زوجته ، وهكذا ، ويستمر التوارث حتى ينقطع حبل الحياة في الدنيا ، فإنه لا يبقَ إلا الوارث هو الله مالك الملك ، قال تعالى : " وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " [آل عمران:180] فالوارث هو الباقي بعد فناء خلقه أو" الوارث " لجميع الأشياء بعد فناء أهلها 2 ـ الذي أورث المؤمنين ديار الكافرين في الدنيا : " الوارث " هو معنى جديد ، هو الذي أورث المؤمنين ديار الكافرين في الدنيا ، كما قال تعالى : " وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً " [الأحزاب:27] يعني يرث ويورث . 3 ـ الذي أورث المؤمنين مساكنهم في الجنة : ثم إن الله سبحانه وتعالى " الوارث " الذي أورث المؤمنين مساكنهم في الجنة ، أنا حينما أعزّي أحداً ، وأدعو له أقول له : اللهم أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره ، وجيراناً خيراً من جيرانه . إذاً الله " الوارث " يبقى بعد فناء خلقه ، ويورث المؤمنين بعض ما كان بأيدي الكافرين ، وثالثاً قد يورث المؤمن قصراً في الجنة . " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ " [الزمر:73] المعنى دقيق جداً ، أحياناً إنسان درس في الجامعة،ونال الدكتوراه ، وفتح عيادة ، وفتح الله عليه دخلاً وفيراً ، وعاش في بحبوحة ، مسكن فخم ،وزوجة ، وأولاد ، ومكانة اجتماعية ، إذا مرّ أمام الجامعة ماذا يخطر في باله ؟ يقول : لولا هذه الجامعة والتحاقي بها ، و دراستي فيها ، ونيل الدكتوراة ، ما كنت بهذه البحبوحة . [ الأنترنت- موقع الكلم الطيب...للدكتور محمد راتب النابلسي ] والوارث هو الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك وذلك هو الله سبحانه وتعالى إذ هو الباقي بعد فناء الخلق وإليه مرجع كل شيء ومصيره وهو القائل إذ ذاك {لمن الملك اليوم} 40 سورة غافر الآية 16 وهو المجيب {لله الواحد القهار} [40 سورة غافر الآية 16 ] وهذا بحسب ظن الأكثرين إذ يظنون لأنفسهم ملكا وملكا فينكشف لهم ذلك اليوم حقيقة الحال وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف لهم في ذلك الوقت فأما أرباب البصائر فإنهم أبدا مشاهدون لمعنى هذا النداء سامعون له من غير صوت ولا حرف موقنون بأن الملك لله الواحد القهار في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة وكذلك كان أزلا وأبدا وهذا إنما يدركه من أدرك حقيقة التوحيد في الفعل وعلم أن المنفرد بالفعل في الملك والملكوت واحد وقد أشرنا إلى ذلك في أول كتاب التوكل من كتاب إحياء علوم الدين فليطلب منه فإن هذا الكتاب لا يحتمله [الأنترنت- موقع المقصد الأسنى – محمد الغزالي ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته