أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع "البارئ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : * هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ واعلم أن وجه إرجاع هذه الصفات الحُسنى إلى ما يناسبها مما اشتملت عليه السورة ينقسم إلى ثلاثة أقسام ولكنها ذكرت في الآية بحسب تناسب مواقع بعضها عقب بعض من تنظير أو احتراس أو تتميم كما علمته آنفاً . القسم الأول : يتعلق بما يناسب أحوال المشركين وأحلافِهم اليهود المتألبين على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين بالحرب والكيد والأذى ، وأنصارهم من المنافقين المخادعين للمسلمين . وإلى هذا القسم تنضوي صفة { لا إله إلا هو } [ الحشر : 23 ] وهذه الصفة هي الأصل في التهيؤ للتدبر والنظر في بقية الصفات ، فإن الإِشراك أصل الضلالات ، والمشركون هم الذين يُغرون اليهود ، والمنافقون بين يهود ومشركين تستروا بإظهار الإِسلام ، فالشرك هو الذي صدّ الناس عن الوصول إلى مسالك الهدى ، قال تعالى : { وما زادوهم غيرَ تتبيب } [ هود : 101 ] . وصفة { عالم الغيب } [ الحشر : 22 ] فإن من أصول الشرك إنكار الغيب الذي من آثاره إنكار البعث والجزاء ، وعلى الاسترسال في الغي وإعمال السيئات وإنكار الوحي والرسالة . وهذا ناظر إلى قوله تعالى : { ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله } [ الأنفال : 13 ] الآية . وكذلك ذكر صفات «المَلِك ، والعزيز ، والجبار ، والمتكبر» ، لأنها تناسب ما أنزله ببني النضير من الرعب والخزي والبطشة . القسم الثاني : متعلق بما اجْتناه المؤمنون من ثمرة النصر في قصة بني النضير ، وتلك صفات : { السلام المؤمن } [ الحشر : 23 ] لقوله : { فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب } [ الحشر : 6 ] ، أي لم يتجشم المسلمون للغنى مشقة ولا أذى ولا قتالاً . وكذلك صفتا{ الرحمان الرحيم } [ الحشر : 22 ] لمناسبتهما لإِعطاء حظ في الفيء للضعفاء . القسم الثالث : متعلق بما يشترك فيه الفريقان المذكوران في هذه السورة فيأخذ كل فريق حظه منها ، وهي صفات : «القدوس ، المهيمن ، الخالق ، البارىء ، المصور» . { المصور لَهُ الاسمآء } : تذييل لما عُدّد من صفات الله تعالى ، أي له جميع الأسماء الحسنى التي بعضها الصفات المذكورة آنفاً . والمراد بالأسماء الصفات ، عبر عنها بالأسماء لأنه متصف بها على ألسنة خلقه ولكونها بالغة منتهى حقائقها بالنسبة لوصفه تعالى بها فصارت كالأعلام على ذاته تعالى . والمقصود : أن له مدلولات الأسماء الحسنى كما في قوله تعالى : { ثم عرضهم على الملائكة بعد قوله : وعلم آدم الأسماء كلها } [ البقرة : 31 ] أي عرض المسميات على الملائكة . [ الأنترنت – موقع عربي - نصوص الآيات عثماني : هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ] الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وتتنزل الرحمات ، وتتكاثر الخيرات من باريء جميع المخلوقات .... ففي هذا اليوم الثلاثاء العاشر من شهر شوال لعام 1441هـ انتهيت من تأليف كتاب ( الباريء ) في مجموعة (اسماء الله الحسنى وصفاته ) في منزلي بقرية آل دماس ببني ظبيان بمنطقة الباحة في المملكة العربية السعودية ، وقد استمتعت وسعدت بصحبة هذا الاسم الجليل أياما واسابيع وشهورا ؛ بحثا وتأملا وتفكرا وزيادة إيمان وطاعة وسعادة وإنشراح صدر ؛ فالحمد لله والشكر له على تيسيره وتوفيقه وإعانته ... وقد احتوى على جملة من نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة وأقوال الصحابة والتابعين والأئمة والمفسرين والعلماء والدعاة والكتاب ، ومن تبعهم بإحسان .... وهوعبارة عن تفسير موضوعي جمعت فيه كل ماله صلة بموضوعه... اسأل الله أن يجعله علماً نافعاً وعملاً صالحاً ؛ وأن ينفع به كاتبه وقارئه وسامعه ومشاهده وناشره ، وقد بذلت فيه قصارى جهدي من جمع المادة العلمية وتوثيقها وتنسيقها ومراجعتها وإخراجها في صورتها النهائية ؛ إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان واستغفر الله ...، وأرجو من كل مطلع إن وجد خطأ أن يبادر بإصلاحه والإتصال بي حتى اصلحه وجزاه الله خيرا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . وكتبه : د . مسفر بن سعيد دماس الغامدي - المملكة العربية السعودية – منطقة الباحة – بني ظبيان –عراء – آل دماس