أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والأربعون في موضوع "البارئ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والأربعون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *الإعجاز اللغوي – الأبجدية (للباريء) : و معنى( البارئ) هل هو المنشئ الموجد كما وجدناه في تفاسير السلف الصالح؟؟؟ فما تفسير القرآن: . في هذه الآية الكريمة نجد أن اسم (البارئ) جاء بين اسمين مترادفين هما ( الخالق المصور) فكان معناها لا بد أن يكون وسيطا لها وما نراه من معنى للاسم الأول (الخالق) أي ( الخلق والخلق هو ما يكون قبل التصوير ) ولو كان الخلق والبر والتصوير لهما نفس المعنى لما كان تكرارها تتاليا – كما ثبت لنا في قضية أسماء الله الحسنى ( القاهر والقهار) والذي اعتقد المفسرون أن لهما نفس المعنى فاكتفوا بالقهار دون القاهر وثبت لنا من تفسير القرآن ذاته خلافا كبيرا بين المعنى فكان استثناء اسم القاهر خطأ كبيرا علما أن الله تعالى سمى ذاته العليا به في القرآن فتدخل الإنسان واستثناه جهلا لا عدوانا وقلنا أن كلمات الله محكمات لا يشوبها خلل وعليه لا يجوز أن نعتقد فيها الخلل فنتصرف كما فعل بعض المفسرين والعياذ بالله؟ لهذا وجب علينا توضيح الفرق بين معاني ( الخالق البارئ المصور) حتى نفهم لماذا اختار الله تعالى ثلاث أسماء يعتقد المفسرون أنها واحدة وعليه – لو كانت واحدة- يكون هناك خلل في النظم ..وهذا مرفوض الاعتقاد به جزما لقول الله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ... }ولقوله: {وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }...فأين الحق إذن ( الصحيح للتفسير) نقول انظر ما تفسره الآيات ذاتها لتعرف الحق: لان كلمة الخلق سبقت التصوير فالخلق شئ والتصوير شئ آخر لنرى قول الله في ذلك: قال الله تعالى على لسان نبيه عيسى عليه السلام {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ}.... هل وجدت شيئا من التفسير على لسان نبي الله ؟ لاحظ انه يخلق من الطين ( المادة الخام للتصوير) ثم ( ينفخ فيه) أي يصوره , ثم يبرئ الأكمه والأبرص.... هنا لم يرتب النبي عيسى عليه السلام قدراته كما رتب ربه تعالى بعظمته, لان عيسى نبيا يفعل ( بإذن الله) وليس بقدرة الله... فكانت له قدرات محدودة ... ونتساءل: هل كان عيسى عليه السلام رساما أو مصورا يستطيع أن يجسد تمام التصوير كما الله تعالى ؟ لا, وهو يقر بذلك في قوله ( أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) وليس كالطير تماما... إذن هو لم يقل أخلق وأبرئ وأصور كما قال الله تعالى؟؟؟ هناك شئ لم يتمكن منه النبي عليه السلام فما هو ؟؟؟ هو ( الإبراء) وهذا ما نحاول معرفته ليقيننا أن الله تعالى لم يسمي ذاته بثلاث أسماء بنفس المعنى ( الخالق البارئ المصور) فلا بد أن لكل اسم معنى خاص به .... فهل أنت معي ؟؟؟ أعتقد نعم لان كلمات الله تعالى كما أخبرنا لا تنفذ ولو كتبت بمداد يساوي مياه بحرين وذلك قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } فهل ندعي نحن البشر على الله تعالى أنه جاء بثلاث أسماء وهي اسم واحد كما فسر المفسرون ( الخالق) (البارئ الخالق) لا يجوز ؟؟؟؟ فسبحان الله كيف يخطيء المسلم عندما يتدخل بالحكم على ما لا يستطيع فهمه فيغير فيه ليحبك الأمور على قدر ما فهم فمن استبعد أسماء - سمى الله ذاته بها - تدخل ببشريته في شأن هو من شئون الله فقط ,جهلا وبشرية متواضعة وهذا شأن أمتنا اليوم وانتشار فتاوى لا تحصى وكأنهم بالقرآن لا يحتوي على ما يفتون به بل هو كتاب الله تعالى الذي قال فيه الله جل وعلا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } فمن لا يتدبر القرآن جيدا ...يفتي من عنده رغم قول الله تعالى:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ ) فلا حول ولا قوة الا بالله... إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته