أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والأربعون في موضوع "البارئ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والأربعون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *خطبة جمعة بعنوان : (اسم الله البارئ ) ويلزمك -يا عبد الله- التبرؤ من الكافرين، والحذر من سلوك طريقهم. وتمثل قول إبراهيم الخليل عليه السلام: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ..) [الممتحنة:4]. وضع نصب عينك أخي أمر ربك لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) [الأنعام:19]، وكذا قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ) [التوبة: 114]. وعلمتنا السنة كيف نبرأ من المعاصي، فعن صفوان بن محرز -رضي الله عنه- أنه قال: “أُغْمِيَ عَلَى أَبِي مُوسَى، فَبَكَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ كَمَا بَرِئَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ، وَلَا خَرَقَ، وَلَا سَلَقَ” [صحيح ابن ماجه (1586)] أي: الصراخ والعويل، وشق الملابس، وما يكون على الميت من تقَوُّلٍ على القدر، ونحو هذا مما لا يجوز ولا يصح. وعن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: “إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ”. أَيْ: مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ يسلم وينجو. [مسلم (4907)]، وهذا في شأن التبرؤ من المنكر، فأقل درجاته أن يكره المنكر بقلبه ولا يرضاه. وسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- عمن رضي وتابع، كناية عن شدة حاله. واعلموا -إخوة الإسلام- أن العبد الموفق يجب أن يكون متقنًا لعمله محسنًا فيه، فإذا كان الله -عز وجل- قد برأ الخلق وأوجدهم على هذه الهيئة المبدعة المذهلة لا على مثالٍ سابق، فحاطها بالإتقان والجودة، فأقل حق منك أن تكون متقنًا محسنًا فيما تستطيع عمله. فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ” [صحيح الجامع (1880)]، وهذا من شيم المؤمنين، وقوله يتقنه أي: يحكمه؛ وذلك لأنّ الإمداد الإلهي ينزل على العامل بحسب عمله، فكل من كان عمله أتقن وأكمل فالحسنات تُضاعف أكثر، وإذا أكثر العبد أحبه الله تعالى. فاحرصوا -عباد الله- على محبة البارئ -سبحانه-، واخضعوا لأمره، وانقادوا لشرعه، جنبني الله وإياكم مضلات الفتن، ووقانا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأسأل الله أن يسعدنا بتقواه، وأن يجعل خير أيامنا وأسعد لحظاتنا يوم أن نلقاه. [الأنترنت – موقع ملتقى الخطباء - خطبة جمعة بعنوان : (اسم الله البارئ ) - الفريق العلمي] إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته