أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والأربعون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *خطبة جمعة بعنوان : (اسم الله البارئ ) سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته, سبحان ربنا اتصف بكل جمال وكمال وعظمة, خالق الخلق ورازقهم، ومحييهم ومميتهم، موصوف بكل كمال وجلال، وكل عظمة وعلو مقام، سبحانه تفرد بالكبرياء الذي لا يُنال، له المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم. انظر في نفسك -يا عبد الله- وتبصر في مبدأ خلقك، كيف أخرج البارئ الخالق -سبحانه- من بين الصلب والترائب الماءَ الدافق، وهو نطفة من ماء مهين، ثم جمعها في الرحم في قرار مكين، ثم صرّف تلك النطفة طورًا بعد طورٍ، وطبقًا بعد طبق، حتى كمل في الظلمات الخلق، ثم تأمل كيف انقلبت تلك النطفة الضعيفة المهينة؛ إلى العظام الصلبة المتينة، فجعل الله تعالى منها الرأس، وهو أشرف الأعضاء، وصانه بأنواع من الصيانات التي تدفع عنه الآفات والأدواء، وشق فيه البصر والسمع، وربطهما بالقلب ليعقل بهما خطاب الشرع. وتأمل كيف حفظ الرب تعالى للإنسان حاسة السمع والبصر والكلام، من مؤذيات الدواب والهوام، فجعل داخل منفذ السمع مُرًّا قاتلاً غير مستساغ؛ لئلا تلج فيها دابة مؤذية فتخلص إلى الدماغ، وجعل داخل بابي البصر مادة مالحة الطعم؛ لئلا تذيب الحرارة الدائمة ما هنالك من الشحم، وجعل داخل باب الطعام والشراب حلوَ اللُّعاب؛ ليسيغ به ما يأكله ويشربه، فلا يتنغص به الطعام والشراب، فسبحان الله الخالق البارئ المصور، وصدق الله إذ يقول: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21]. ثم تأمل -أخي- شكل الأنف وخِلْقته، وكيف نصبه -سبحانه- في وسط الوجه، وفتح فيه منفذين، ليستغني الإنسان عن فتح فمه في التنفس بالمنخرين، وجعل بينهما حاجزًا حتى كأنهما في حكم الأنفين، فيكونان بمنزلة العينين، والأذنين، واليدين، والرجلين. كل هذه معجزات وآيات في خلق البارئ سبحانه لمخلوقاته، فالله تبارك وتعالى هو الخالق البارئ المصور، الذي خلق الخلق، وصوَّرهم على صور مختلفة، وهيئات متباينة، من الطول والقِصر، والحسن والجمال، والذكورة والأنوثة، والشكل واللون، كل واحد ميَّزه ربه بصورة خاصة، يتميز بها عن غيره من المخلوقات، فلكل مخلوق طبعة خاصة، وصورة مستقلة، وسبحان المصور إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون على الصورة التي يختار، والصفة التي يريد، وبرأ خلقه على الأشكال والهيئات التي توافق تقديره وعلمه، ورحمته وحكمته، والتي تتناسب مع مصالح الخلق ومنافعهم، فسبحان الخالق البارئ المصور، الذي خلق المخلوقات، وصوّر الكائنات، وأحسن كل شيء خلقه. إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته