أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والثلاثون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *الفرق بين البديع ـ البارئ ـ الخالق ـ المصوِّر ـ الفاطر • الخالق: وردت مادة "خ ل ق" فى كثير من آيات القرآن الحكيم، من ذلك: - {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} البقرة/29. - {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} الملك/2. - {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} الانفطار/2. وقد لخَّصَ الراغب الأصفهانى معانى الخلق فى القرآن على النحو التالى: o إيجاد الشىءِ من عدم، ولا يكون هذا إلَّا لله سبحانه وتعالى. o استمداد شىءٍ من شىءٍ آخر، وهذا يجوز إطلاقه على غير الله عز وجل، فقد جعله عز وجل لعيسى عليه السلام فقال سبحانه وتعالى: - {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي} المائدة/ 110. o التقدير: ولا يكون لغير الله عز وجل، إلا على سبيل الظنّ والتوهم والزعم، ومن ذلك قوله عز وجل: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} الروم/ 30، أى: لِمَا قَدَّره وقضاه. o الكذب، وهو نوع من اختراع الكذب وتقديره فى النفس ـ كما سبق ذكره ـ ومنه قول الله تبارك اسمه: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} العنكبوت/ 17. وكل موضع استُعمِلَ فيه الخَلْقُ فى وصف الكلام فالمراد به الكذب [17]. • وعلى ذلك فإن لفظ الخلق فى القرآن الكريم تتعدَّد معانيه بحسب سياقاته، ومرجعها جميعًا إلى التقدير، أو الإيجاد، أو استمداد شىء من شىء، أو تلفيق الكذب واختراعه. • المصوِّر: ورد اسم الله "المُصَوِّر" فى آية واحدة من القرآن الكريم، هى قوله عز وجل:- {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} الحشر/ 24. فالخالق: القادر الموُجِدُ من العدم، والبارئ خُصَّ بوصف الله عز وجل، وهو خَلْقٌ بترتيب مستوٍ، ثم التصوير بعد ذلك[18]، فالخلق أعَمُّ من البَرْءِ، والبَرْءُ أعمُّ من التصوير، ويختص الاسم المصوِّر بإعطاء الشىء صورته وهيئته بعد تقديره وترتيبه ترتيبًا مستويًا، فالمعتبر فيه ظهور الصور، كقول الله عز وجل: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} غافر/ 64، وقوله عز وجل: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} الانفطار/7-8 .أى: أوجدك من العدم، فجعلك سويًّا سالم الأعضاء، فصيَّرك معتدلًا متناسب الخلق من غير تفاوُت، كل هذا الترتيب يؤول إلى معنى التصوير، أى إعطاء المخلوق صورة من الصور المختلفة فى الحسن والقبح والطول والقِصَر والذكورة والأنوثة [19] ...إلخ. • والملاحظ فى الاستعمال القرآنى لمادة "ص و ر" بمعنى الخلق أنها ارتبطت ـ فى أكثر المواضع ـ بخلق الإنسان، وفى هذا تنبيه على حسن صورة الإنسان وإتقانها، وأن المعتبر فى استعمال لفظ التصوير دون الخلق أو البرء ... أو غيره، هو الإشارة إلى الصورة والهيئة. إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته