أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثلاثون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *الفرق بين البديع ـ البارئ ـ الخالق ـ المصوِّر ـ الفاطر قال الدكتور محمد داوود : • البديع فى اللغة: المُبْدِع، وهو مَن يُنْشِئ صَنْعَةً على غير مثال ولا اقتداء بسابق. • والبارئ فى اللغة: الخالق، يقال: بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهم بَرْءًا وبُروءًا، أى خَلَقَهم ، وجعل بعض علماء اللغة للفظ البارئ ما ليس للخالق من الاختصاص بخلق الحيوان. وسوَّى ابن سيده بين البَرْءِ والخلق، وأن ذلك يكون فى الجواهر والأعراض. • والخالق فى اللغة: اسم فاعل من "خَلَقَ"، والخَلْق: التقدير، قال زهير: ولَأَنْتَ تَفْرِى ما خَلَقْتَ وبَعْـ *** ـضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِى ومنه الخُلُق، وهى السَّجيَّة؛ لأن صاحبه قد قُدِّر عليه، وفلان خليقٌ بكذا، أى هو ممَّن يُقَدَّر فيه ذلك، والخَلَاقُ: النَّصيب؛ لأنَّه قُدِّرَ لكلِّ أحدٍ نصيبُه، وخَلْقُ الكذبِ: اختراعه وتقديره فى النفس. • والمُصَوِّر فى اللغة: اسم فاعل من "صَوَّرَ" الشىءَ، أى: أعطاه صورته وهيئته وصفته، وهو من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذى صَوَّر جميعَ الموجودات ورتَّبها، فأعطى كل شىءٍ منها صورة خاصة وهيئة مفردة يتميز بها. • والفاطر فى اللغة: اسم فاعل من "فَطَرَ". وأصل الفَطْرِ: فتح شىء وإبرازه ، ومنه فَطَر نابُ البعير، أى شَقَّ وطَلَع. وفَطَرَ الله الخَلْق: خَلَقَهم وبدأهم، قال ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ : ما كنت أدرى ما فاطر السماوات والأرض حتى أتانى أعرابيَّان يختصمان فى بئرٍ، فقال أحدهما: أنا فَطَرْتُها، أى أنا ابتدأتُ حفْرَها. هكذا تتقارب معانى تلك الألفاظ، ويتمايز بعضها بملمح دلالىٍّ خاصٍّ، كما نرى فى اختصاص الإبداع بملمح عدم المثال، وكاختصاص المصوِّر بملمح إنشاء الصورة والهيئة. لكن الاستعمال القرآنى الحكيم لهذه الألفاظ يفرِّق بينها تفرقة دقيقة، على النحو التالى: • البديع : وردت مادة "ب د ع" فى القرآن الكريم أربع مرَّات، فى الآيات التالية: - {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} البقرة/117، الأنعام/ 101. - {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} الأحقاف/9. - {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} الحديد/ 27. البديع فى قوله عز وجل: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: صفة مشبَّهة معناها: بَدُعَتْ سماواته وأرضه، أى: جاءت فى الخلق على شكل مُبتدَع لم يسبق له نظير. إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته