أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : * الخالق البارئ المصور قال النابلسي : من أسماء الله الحسنى : ( البارئ ) : لا زلنا في اسم " البارئ " ولا بد من الإشارة إلى أنه قد جرت عادة العلماء الذين شرحوا أسماء الله الحسنى أن يشرحوا اسم الخالق ، والبارئ والمصور معاً ، لأن بين هذه الأسماء علاقة ترابطية كبيرة جداً . على كلٍ نحن بدأنا بالخالق وقد ثنينا بالبارئ ، وسوف ننتقل إن شاء الله في درس قادم إلى المصور . الخالق و البارئ : هذا الاسم بادئ ذي بدء شرحته آية كريمة في القرآن الكريم ، عندما قال الله عز وجل : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى " [الأعلى:1-2] لذلك " البارئ " أن الله عز وجل خلق ، هو الخالق ، على نحو خاص ، لصالح هذا الشيء ، لتحقيق الهدف ، الفرق بين الخالق والبارئ أن الخالق خلق كل شيء من لا شيء على غير مثال سابق ، لكن البارئ خلق على نحو معين لتحقيق مصلحة راجحة ، هذا هو الفرق ، الآية واضحة جداً :" سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى . الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى " .هذا الذي خلقه سواه مع وظيفته، فجاءت وظيفته بأعلى درجة من الكمال ، لأن هذا الذي خلق قد سواه الله مع هذه الوظيفة . من معاني البارئ : 1 ـ الله عز وجل خالق بارئ برأ الكون على نحو متحرك : الآن نبدأ من الكون ، عندنا كواكب ، وعندنا نجوم ، الكوكب منطفئ ، النجم ملتهب ، نسمي الكواكب والنجوم معاً الأجرام السماوية ، الأجرام السماوية تتحرك ، كل نجم في السماء ، وكل كوكب يتحرك ، يتحرك بمسار مغلق حول كوكب آخر ، لماذا خصّ الله خلق الكون بحركة دائمة ، طبعاً الآية الكريمة : " وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ " [الطارق:11] فُهمت في وقت ما على أن السماء ترجع بخار الماء مطراً ، يصعد بخار الماء إلى السماء يرجع مطراً ، وفُهمت في وقت آخر على أن الأمواج الكهرطيسية تردها طبقة في الجو اسمها الأثير ، ترجعها إلى الأرض ، ثم فُهمت على أن كل جرم سماوي كوكباً كان أم نجماً يتحرك بمسار مغلق ، ويرجع إلى مكان انطلاقه الآخر . إذاً في حركة خلق الكون على نحو متحرك ، لأنه لو أنه خلقه على نحو ساكن وبحسب قانون الجاذبية لاجتمع الكون كله في كتلة واحدة ، لأن الكتلة الأكبر تجذب الأصغر ، الكون بلا حركة يجتمع في كتلة واحدة ، الحركة ماذا تفعل ؟ ينشأ من الحركة قوة نابذة أوضح شيء الآلة التي تنشف الغسيل ، على مبدأ القوة النابذة ، الدوران يطرد الماء نحو المحيط ، فبالدوران في قوة نابذة ، فالقوة النابذة التي تصنعها حركة النجم تكافئ القوة الجاذبة يبقى الكون بهذا التوازن الرائع . إذاً الله عز وجل خالق بارئ ، برأ الكون على نحو متحرك ، ولو خلقه على نحو ساكن لاجتمع الكون كله في كتلة واحدة ، هذه من معاني " البارئ " . إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته