أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع "البارئ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : * الخالق المصوّر؛ ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين: سادساً: خلق الله العظيم، فهو الذي خلق السماوات والأرض، وهما أعظم من خلق الإنسان، قال تعالى: ﴿ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [غافر: 57]. ومن عظمة خلق الله: أن الكرسي وهو موضع القدمين – كما قال ابن عباس رضي الله عنهما- وسع السماوات والأرض جميعاً، والعرش أعظم من ذلك، والله تعالى مستوٍ على عرشه، وهو أعظم وأكبر من كل شيء. سابعاً: أن الله تعالى ما خلق هذا الخلق عبثاً، وإنما لغاية عظيمة، قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115، 116]. وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 16-18]. قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه خلق السماوات والأرض بالحق: أي بالعدل والقسط: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ [النجم: 31]، وأنه لم يخلق ذلك عبثاً ولا لهواً، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴾ [ص: 27][ تفسير ابن كثير (9/395).] ثم بيَّن سبحانه الحكمة في الخلق فقال: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56-58][ النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى (169- 174).] [الأنترنت – موقع شرح اسم الله الخالق المصوّر] *وُرودُهُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ: وَرَدَ الاسْمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي القُرْآنِ، مَرَّةً فِي قَوْلِه تَعَالَى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ﴾ [الحشر: 24]. وَمرَّتَينِ فِي قَولهِ تَعَالَى: ﴿ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ﴾ [البقرة: 54]. [الأنترنت – موقع الألوكة الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ] أما دليله من السنة: حديث أبي جحيفة؛ قال: سألت عليّاً رضي الله عنه: هل عندكم شيء ما ليس في القرآن؟ فقال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة؛ ما عندنا إلا ما في القرآن؛ إلا فهماً...) . قال ابن قتيبة: (ومن صفاته (البارئ)، ومعنى (البارئ): الخالق، يُقال: بَرَأَ الخلقَ يبرؤهم، والبريَّة: الخلق) وقال الزجاج: (البرء: خلق على صفة، فكل مبروء مخلوق، وليس كل مخلوق مبروءاً) . وقال ابن الأثير: (البارئ: هو الذي خلق الخلق، لا عن مثال، إلا أنَّ لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات ، وقلما تستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السماوات والأرض) . [الأنترنت - موقع الدرر السنية] إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته