أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة عشرة في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة عشرة في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *ورد الاسم في القرآن مراداً به العلمية ودالاً على كمال الوصفية المعنى الثاني: يُشير أنَّ المُراد بالبارئ قالب الأعيان، أي أنه أبدع الماء والتراب والنار والهواء لا من شيء، ثم خلق منها الأجسام المختلفة كما قال جل وعلا: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء من الآية:30]، وقال: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} [ص:71]، وقال: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ}[النحل:4]، وقال:{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الروم من الآية:20]، وقال: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ . وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن:14-15]، وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:12-14]. و معناه المنزه عن كل عيب، منزه عن كل نقص. وفي حق الإنسان هو أن تتباعد وتتنزه عن السفاسف، كما قال النبي «إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها» السفاسف أي دنايا الأمر، فيتنزه عن الخطايا والمعاصي التي تودي به إلي الهلكات، وتباعده عن ربه. برِأَ: تخلص وتنزه وتباعد وأعذر وأنذر. أعذر الله سبحانه وتعالى عباده كما يقول النبي: «فما أحدٌ أحب إليه المدح من الله وما أحدٌ أكثرَ معاذير من الله» (صححه الألباني في صحيح الترمذي وغيره) يعني يخطئ العبد ولو شاء الله عز وجل أن يعجل عليه العقوبة لكن يعذره، ويأمرنا من باب آخر أن نتلمس الأعذار للناس، (أعذر ثم أنذر) فبدأ بصفة الجمال (الإعذار) ثم صفة الجلال (الإنذار). • ويقال بَرأت العود أو يقال بَرِئْتَ العود وبروته إذا قطعته وأصلحته، ففيها معنى الإصلاح، كأن في ذلك إشارة إلى حال الاعوجاج الذي تكون عليه النفس البشرية، فإذا سعى الإنسان في إصلاحها فله في اسم الله تعالى البارئ حظ ونصيب. قالوا: البرية: معناها الخلق، وهنا {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة} [البينة:7]. أي خير البرية: من حقق معنى الإيمان والعمل الصالح. وفي الناحية الأخرى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6][ الأنترنت – موقع طريق الإسلام – المصدر: الكلم الطيب هاني حلمي عبد الحميد ] وأيضاً الفرق بين البارئ و الخالق ، أنّ البارئ هو المبدىء ، المحدث ، و الخالق هو المقدر الناقل من حال إلى حال و قال ابن منظور : « البارئ هو الذي خلق الخلق لا عن مثال و قال هذه اللفظة في الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات ، و قلّما تستعمل في غير الحيوان فيقال : برء اللّه النسمة و خلق السماوات و الأرض » إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته