أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *ورد الاسم في القرآن مراداً به العلمية ودالاً على كمال الوصفية الموحد والمبدع : ولخص بعض العلماء القول في معنى البارئ على انه هو الموجد والمبدع، الذي فصل بعض الخلق عن بعض أي ميز بعضه عن بعض، ويدل على أنه تعالى خلق الإنسان من التراب . وقال الزمخشري : البارئ هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت، وقال القرطبي، البارئ هو المنشئ المخترع. وقال الحليمي هذا الاسم يحتمل معنيين، أحدهما الموجد لما كان في معلومه من أصناف الخلائق، وهو الذي يشير إليه قوله عز وجل: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير)، ولا شك في أن إثبات الإبداع والاعتراف به للبارئ عز وجل ليس على أنه أبدع بغته من غير علم سبق له بما هو مبدعه، لكن على أنه كان عالما قبل أن يبدع.?والثاني، أن المراد بالبارئ قالب الأعيان أي أنه أبدع الماء والتراب والنار والهواء لا من شيء ثم خلق منها الأجسام المختلفة كما قال عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وقال: (ومن آياته أن خلقكم من تراب)، وقال: (إني خالق بشرا من طين)، وبهذا يكون معنى البارئ الموجد والمبدع، والبرية الخلق، وهو بارئ لأنه أبدع تلك الأجسام وأخرجها من العدم إلى الوجود وكانت يمين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه التي يحلف بها والذي فلق الحبة وبرأ النسمة. [الانترنت – موقع الإتحاد-«البارئ» هو المبدع والموجد الخالق من العدم (القاهرة) -] *الفرق بين اسم الله البارئ واسم الله الخالق: قال الخطابي: "البارئ هو الخالق إلا أن لهذه اللفظة من الاختصاص بالحيوان ما ليس لها بغيره من الخلق وقلما يُستعمل في خلق السماوات والأرض والجبال". المقصود أن اسم الله الخالق هذا اسم عام يشمل جميع الخلق، وكلمة الخلق هنا تشمل كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى، واسم الله الخلّاق نفس الأمر، أما برأ فتختص بعالم الحيوان. عند ابن كثير قال: "الخلق هو التقدير، والبرء هو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود" أي أن الله سبحانه وتعالى في مراحل إيجاده للشيء: المرحلة الأولى: يقدر الله الشيء في قدره سبحانه وتعالى وفي علمه السابق. المرحلة الثانية: مرحلة تنفيذ هذا التقدير وإبرازه وتقريره إلى الوجود وهي مرحلة البرء، وليس كل من قدر شيئًا ورتَّبه يقْدِر على تنفيذه وإيجاده. عند الحليمي يقول اسم الله البارئ يحتمل معنيين أحدهما: الموجد لما كان في معلومه، وهو الذي يشير إليه الله جل وعلا في قوله: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا} [الحديد:22]. لم يقل من قبل أن نخلقها أو من قبل أن نصورها {مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا}. ولا شك أن إثبات الإبداع للباري جل وعز لا يكون على أنه أبدع بغتة من غير سبق علم بل هو على سبق في علم الله. يعني عندما يحدث زلزال أو بركان أو أي حادثة كونية بغتة مفاجئة للبشر، هذا الشيء الذي برأه الله فأصبح موجودا منفذا أمامنا، كان قبل حدوثه معلوما عند الله. كان مفاجئا لنا فقط له سبق علم عند الله. وهذا يعطينا إشارة إلى ضرورة أن تكون حياة المؤمن مبنية على علم، فلا يمشي في الأرض سدىً ولا عبثًا، و لا يكون أهوجا طائشا يتصرف من غير دراسة ولا تخطيط..بل يجب أن يكون له حظ من اسم ربه البارئ. إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته