أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة في موضوع "البارئ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *ورد الاسم في القرآن مراداً به العلمية ودالاً على كمال الوصفية في قوله تعالى: (هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى)، وورد مقيداً في قول موسى عليه السلام لقومه: (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم). وفي ذلك يري الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - أن الخالق شيء، والبارئ شيء آخر، فخلق أي أوجد الشيء من عدم، البارئ أي سوّاه على هيئة مستقيمة، وعلى أحسن تقويم، وهنا يقول الله تعالي (الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى)، ومن ثم تعرف أن الخلق شيء والتسوية شيء آخر، فقوله تعالى (فتوبوا إلى بارئكم) مأخوذة من بريء السهم، وبريء السهم يحتاج إلى دقة وبراعة فائقة جداً. ولا شك أن إثبات الإبداع، والاعتراف به للبارئ عز وجل ليس على أنه أبدع بغتة من غير علم سبق له مما هو مبدعه، لكن على أنه كان عالما قبل أن يبدع فكما وجب له عند الإبداع اسم البديع وجب له اسم البارئ. الصنعة البديعة والبارئ : تعني الصنعة البديعة الجميلة التي لا يعرف أن يأتي بمثلها أحد على الإطلاق إلا الله سبحانه وتعالى الذي قدر الأشياء وقال لها كن فيكون، ومن هنا بات البارئ على خلاف الخالق، فالبارئ هو صاحب الصنعة الرائعة التي لا مثيل لها، وليس هناك أبدع واروع من تكوين الإنسان نفسه الذي خلقه الله. و”البارئ” يعني أن الله عز وجل هو الخالق على نحو خاص، لتحقيق الهدف، فجاءت وظيفة المخلوق بأعلى درجة من الكمال، لأن الذي خلقه قد سواه، والبارئ هو الذي أبرأ الخلق، وفصل كل جنس عن الآخر، وصور كل مخلوق بما يناسب الغاية من خلقه. واسم الله البارئ يدل على ذات الله وعلى البراءة من العيب، المتصف بالجلال والكمال، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها). والبارئ سبحانه له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله، وتنزه عن كل نقص، وتقدس عن كل عيب، لا شبيه له ولا مثيل، ولا ند له ولا نظير، وهو واهب الحياة للأحياء، الذي خلق الأشياء صالحة ومناسبة للغاية التي أرادها، وهو الذي يتم الصنعة على وجه التدبير ويظهر المقدور وفق سابق التقدير، والاسم يدل على الحياة والعلم والقدرة، ويدل على الغنى والقوة والعظمة والحكمة، وغير ذلك من صفات الكمال. وورد اسم الله البارئ في دعاء المسألة فيما رواه أحمد وصححه الألباني من حديث عبد الرحمن التميمي أن جبريل عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول “أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ”. وروى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين”. إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته