أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة عشرة في موضوع "البارئ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : ثانيا : الأدلة من السنة : 3) وروى الإمام أحمد والترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : « كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال لي : يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف » قوله ( صلى الله عليه وسلم ) (رفعت الأقلام وجفت الصحف) يعنى : على اللوح المحفوظ , فهذا اللوح المحفوظ ليس فيه محو ولا إثبات للتغير . فاللوح المحفوظ كتب الله فيه ما سيكون إلى يوم القيامة , وما هو كائن , حتى لو أن كتاباً آخر مُحى فيه شئ واثبت آخر لكان هذا موجوداً فى اللوح المحفوظ أن يُمحى من كتاب فلان كذا وكذا ولا محو ولا لإثبات فى الللوح المحفوظ , رفعت الأقلام وجفت الصحف ويتبع هذه الكتابة الأولى – وهى الكتابة فى اللوح المحفوظ – كتابات وتقديرات أخر :- 1) التقدير يوم القبضتين :- قال صلى الله عليه وسلم (( إن الله عز وجل خلق آدم , ثم أخذ الخلق من ظهره , وقال هؤلاء فى الجنة ولا أبالى , وهؤلاء فى النار ولا أبالى )) فقال قائل : يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ قال صلى الله عليه وسلم (( على مواقع القدر )) وفى رواية (( أخذ قبضة بيمينه فقال :- هؤلاء فى الجنة ولا أبالى واخذ قبضة بشماله وقال هؤلاء فى النار ولا أبالى )) فلا يبالى الله عز وجل بطاعة الطائعين , ولا معصية العاصين ولا يزيد فى ملكه طاعة طائع , ولا ينقص من ملكه معصية عاصٍ , ولو أن أول خلقه وآخرهم وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك فى ملكه شيئاً لأنه هو الذى قدر ذلك , وهو الذى جعله كذلك سبحانه وتعالى ولكنهم مأمورين بالأخذ بالأسباب وبين النبى صلى الله عليه وسلم أن وجود القدر السابق لا يعنى ترك العمل , لأن الله عز وجل كتب المقادير بأسبابها فقال (( هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون )) وقال (( وهؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون )) رواه الترمذى وصححه الشيخ الألبانى رحمه الله ، وليس هذا أمرأ مكتوباً بلا أسباب فلذا عليك أن تأخذ بالأسباب لأن الله عز وجل خلق لك قدرة وإرادة يقع بها فعلك ولكن ذلك لا يعنى الخروج عن القدر . وهذه المسألة هى التى حيرت البشرية و جوابها فى هذا الحديث الذى لا يتجاوز السطر أن الناس تعمل , وكل ميسر لما خلق له , فالإنسان ليس مُسيراً فقط , ولا مخيرا ً فقط , لأن كلمة " مسير " يعنى إنه لا اختيار له كالسيارة يقودها صاحبها ويوجهها وكونه مخيراً يعنى إنه لا سلطان لأحد عليه , فكلا الأمرين باطل . إنما يُجمع بين الأمرين فالإنسان له أختيار ومشيئة وجعل الله وقدر له قدرة فلا يلزمنا أحد بأحدى إجابتين كلاهما خطأ , فيقول لك الإنسان مسير أم مخير ؟ وكأنه يقول 5+ 5 = 9 أم 11 فنقول كلتى الإجابيتين خطأ , والصواب ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) فكلمة ( اعملوا ) قالها ما إثبات القدر , فإثبات القدر لا يعنى ترك العمل , فقال ( اعملوا )) فأثبت العمل (( فكل ميسر لما خلق له )) فكلمة (( لما خلق له )) لا تعنى أنه يدخله بغير عمل غلا أن بعض اهل الجنة يدخلهم الله جل وعلا الجنة بلا عمل عملوه ولا خير قدموه , وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء , ولكن النار لا يدخلها أحد غلا بعمله ولا يدخلها أحد غلا بعدل الله سبحانه . إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته