أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة في موضوع "البارئ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (الباريء) وهي بعنوان : *أنواع ورود اسم الله البارئ ورد الاسم في القرآن مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية في قوله تعالى:{هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الحشر:24] وورد مقيدا في قول موسى عليه السلام لقومه: فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ[البقرة:54] والاسم لم يرد في السنة إلا في سرد الأسماء المدرجة عند الترمذي وابن ماجة وهو ليس حجة في إثبات أسماء الله الحسنى . والبارئ أيضا هو الذي أبرأ الخلق، وفصل كل جنس عن الآخر، وصور كل مخلوق بما ينساب الغاية من خلقه )، قال أبو علي: ( هو المعنى الذي به انفصلت الصور بعضها من بعض، فصورة زيد مفارقة لصورة عمرو، وصورة حمار مفارقة لصورة فرس فتبارك الله خالقا وبارئا ) *دلالة الاسم على أوصاف الله : اسم الله البارئ يدل بالمطابقة على ذات الله وعلى البراءة من العيب كوصف ذات ، والإبراء للخلق كوصف فعل، وعلى الذات وحدها بالتضمن، وعلى الصفة وحدها ، بالتضمن، فالبارئ إذا كان تقدير فعله برء يَبْرَأ كفعل لازم؛ فالله هو البارئ من كل ، نقص المتصف بالجلال والكمال، وإذا كان تقدير فعله أبرأ كفعل متعد فهو وصف فعل ، به قدَّر الأحداث وفصل الأجناس وتميز الناس . قال تعالى :َ{ما أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ [الحديد:22] وقال { يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ الله وَجِيهاً [الأحزاب:69] . *الدعاء باسم الله البارئ دعاء مسألة لم يرد الدعاء بالاسم المطلق ولكن ورد دعاء المسألة بالوصف فيما رواه أحمد وصححه الشيخ الألباني من حديث عبد الرحمن التميمي أن جبريل عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول: ( أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ التي لاَ يُجَاوزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ الحديث ) وروى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِاسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ وقد ورد دعاء المسألة بمقتضى المعنى المناسب للاسم، وطلب المسلم من ربه البراءة من كل إثم، وما يغضب الله من الأقوال والأفعال، ومن ذلك ما رواه البخاري من حديث سالم عن أبيه قال: بَعَثَ النبي صلى الله عليه و سلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بني جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ؛ فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ صَبَأْنَا، وَجَعَلَ خَالِدٌ قَتْلاً وَأَسْرًا، فَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ يَوْمُنَا، أَمَرَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ وَالله لاَ أَقْتُلُ أسيري وَلاَ يَقْتُلُ أَحَدٌ .. فَقَدِمْنَا عَلَى النبي صلى الله عليه و سلم فَذُكِرَ لَهُ صُنْعُ خَالِدٍ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه و سلم وَرَفَعَ يَدَيْهِ: اللهمَّ إني أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ، مَرَّتَيْنِ إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته