أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والتسعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والتسعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * احذر! أن الله يراك! إن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عن علمه مثقال ذرة، فهو يعلم السر وأخفى، يعلم ما تسر الأنفس وما تبطن، (أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ) (سورة الملك: ١٤) فهو سبحانه محيطٌ بنا (بعلمه) ومطلع على كل أحوالنا... ونحن في زمان كثرت الفتن والمحرمات والمفاسد، وأصبحت ميسرة للجميع، ويمكن الوصول إليها بسهولة، المحلات التي توفرها، والأماكن التي تهيئ بيئتها، بل أصبحت أدوات وأبواب الحرام متوفرة في كثير من البيوت، كالتلفاز والحاسوب والهاتف الجوال والانترنت، بمعنى أنك لو أردت أن تفصل نفسك أو عائلتك عن بيئة الفتن والمحرمات، فإن الأمر أصبح صعباً في زماننا، لأن أبواب هذه المفاتن أصبحت في كثير من البيوت.... مما أدى إلى كثرة الوقوع في الحرام، فتجد أحدهم يستتر من الناس وإذا خلا بنفسه يسارع إلى الحرام، وقد ورد في الحديث أن النَّبِىِّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا» قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ:«أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» (سنن ابن ماجه: ٤٢٤٥) أعاذنا الله وإياكم من هذا البلاء وخطورته... ينتهكون المحارم ويغفلون عن أن الله مطلعٌ عليهم، يرى فعلهم، (وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ) (سورة يونس: ٦١) وإذا كان الإنسان يستحيي من أن يراه الناس فالأولى له أن يستحيي من الله جل وعلا، يقول سبحانه: (يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا) (سورة النساء: ١٠٨) وهذا فيه جرأة كبيرة، وإقحام للنفس في المهالك، ووقوع فيما لا يليق بمسلم، وما هذا إلا لضعف مراقبة الله تعالى، لو استحضر عند خلوته أن الله يراه لاستحيا منه سبحانه، والمراقبة هي أن تستحضر على الدوام أن الله لا يخفى عليه شيءٌ من أمرك. قال ابن المبارك رحمه الله تعالى: المراقبة أن تكون أبدا كأنك ترى الله عز وجل. (إحياء علوم الدين: صـ ٣٩٧ ملخصاً) إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته