أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والخمسون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * كيف تراقب الله؟: وفي قوله: {ذلك ما كنت منه تحيد} قولان: أحدهما : أن ما ههنا موصولة أي الذي كنت منه تحيد بمعنى تبتعد وتفر، قد حلَّ بك ونزل بساحتك. والقول الثاني : أن ما نافية بمعنى: ذلك ما كنت تقدر على الفراق منه ولا الحيد عنه. وقوله تبارك وتعالى: {ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد} قد تقدم الكلام على حديث النفخ في الصور وذلك يوم القيامة، وفي الحديث، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحَنَى جبهته وانتظر أن يؤذن له) قالوا: يا رسول اللّه كيف نقول؟ قال صلى اللّه عليه وسلم: (قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل) فقال القوم: حسبنا اللّه ونعم الوكيل. {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} أي ملك يسوقه إلى المحشر، وملك يشهد عليه بأعماله، هذه هو الظاهر من الآية الكريمة وهو اختيار ابن جرير، لما روي عن يحيى بن رافع قال: سمعت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه يخطب فقرأ هذه الآية {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} فقال: سائق يسوقها إلى اللّه تعالى، وشاهد يشهد عليها بما عملت، وكذا قال مجاهد وقتادة، وقال أبو هريرة: السائق الملك، والشهيد العمل، وكذا قال الضحّاك والسدي، وقال ابن عباس: السائق من الملائكة، والشهيد الإنسان نفسه يشهد على نفسه، وبه قال الضحّاك أيضاً. وقوله تعالى: {لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} قيل: إن المراد بذلك الكافر، وقيل: إن المراد بذلك كل أحد من بر وفاجر، لأن الآخرة بالنسبة إلى الدنيا كاليقظة، والدنيا كالمنام، وهذا اختيار ابن جرير وهو منقول عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، والظاهر من السياق أن الخطاب مع الإنسان من حيث هو، والمراد بقوله تعالى: {لقد كنت في غفلة من هذا} يعني من هذا اليوم، {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} أي قوي، لأن كل أحد يوم القيامة يكون مستبصراً، حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة، لكن لا ينفعهم ذلك، قال اللّه تعالى: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا}، وقال عزَّ وجلَّ: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون}. [الأنترنت – موقع تفسير ابن كثير - {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته