أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثمانون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثمانون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *وسائل وأسباب رفع البلاء قبل وقوعه: ثانيًا : عدم سب البلاء: لأن الله هو الذي خلق السبب والمسبب؛ فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟» قَالَتْ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ: «لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» . ( مسلم ) . ثالثًا: الأخذ بأسباب التداوي والشفاء: فيجب على كل من أصابه مرض أن يأخذ بأسباب التداوي والشفاء ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً” (البخاري)؛ وعَنْ جَابِرٍ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:” لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ؛ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.” ( مسلم)؛ قال الإمام النووي – رحمه الله-:” هذا فيه بيان واضح ، لأنه قد علم أن الأطباء يقولون : المرض هو خروج الجسم عن المجرى الطبيعي ، والمداواة رده إليه ، وحفظ الصحة بقاؤه عليه ، فحفظها يكون بإصلاح الأغذية وغيرها ، ورده يكون بالموافق من الأدوية المضادة للمرض ، ……قلت : لكل داء دواء ، ونحن نجد كثيرين من المرضى يداوون فلا يبرءون ، فقال: إنما ذلك لفقد العلم بحقيقة المداواة ، لا لفقد الدواء ، وهذا واضح . والله أعلم .”أ.ه فالأمراض المزمنة والأمراض التي لم يستكشف الأطباء لها علاجًا حتى الآن؛ ليس نقصًا في الدواء أو خاماته وإنما هو عدم وصول العلم الحديث إلى استكشاف هذه الأدوية ؛ وهذا ما أشار إليه الإمام النووي رحمه الله. فالأمر بالتداوي مطلوب؛ وكل داء له دواء إلا الهرم والموت؛ ويحضرني في ذلك قصة جميلة لأمير المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله؛ لما مَرِضَ مَرَضَ الموت واشتد به مرضه الذي مات به؛ عُرض بوله على الطبيب وهو لا يدري أنه للرشيد. فقال الطبيب: إن صاحب هذا البول ميئوس منه. وبلغ ذلك الرشيد فأنشد وهو في المرض: إن الطــــــــبيب له علم يــــدل به****** مـــــادام في أجـــــل الإنسان تأخير حتى إذا ما انقضى أيام مهلته***** حار الطبيب وخانته العقاقير فالطبيب والدواء ينفع مادام في أجل الإنسان متسع؛ أما حين يأتي الأجل فلا يملك أطباء العالم كله من الأمر شيئًا !!! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته