أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والثمانون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والثمانون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *وسائل وأسباب رفع البلاء قبل وقوعه: رابعًا: الاهتمام بالنظافة بجميع صورها: نظافة الفم والأسنان؛ والشعر والبدن ؛ والثوب والطعام والشراب؛ والمسكن والطريق والمرافق العامة ؛ وكل ذلك له دليله من السنة لا يتسع المقام لذكره ؛ فعن سعيد بنِ المُسَيَّبِ مرسلاً قال: صلى الله عليه وسلم “إنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ ، كريمٌ يُحِبُّ الكرمَ ، جَوادٌ يُحِبُّ الجُودَ ؛ فنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكم ؛ ولا تَشَبَّهوا باليهودِ” ” الترمذي”؛ وكذلك نظافة الأطعمة والأشربة، وحمايتهما من أسباب التلوث، فَعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:” أَغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ ، وَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ ، وَأَوْكُوا أَسْقِيَتَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَلَا يَكْشِفُ غِطَاءً ، وَلَا يَحُلُّ وِكَاءً ، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ الْبَيْتَ عَلَى أَهْلِهِ ” يَعْنِي: الْفَأْرَةَ .” ( مسلم). كما يجب غسل الأيدي والمبالغة في الاستنشاق والاستنثار باستمرار؛ وعدم التنفس في الإناء؛ وتغطية الوجه عند العطس ؛ وكل ذلك أمرتنا به السنة النبوية المطهرة ؛ فقد ” نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه”.( أبو داود )، وكذلك: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته ” . ( الترمذي وحسنه ) . خامسًا: قضاء الحوائج وصناعة المعروف: فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ "( الطبراني بسند حسن). والمصرع: هو مكان الموت، فيقي الله من يحسن إلى الناس بقضاء حوائجهم من نزول البلاء أو الموت في مكان سيء أو هيئة سيئة أو ميتة سيئة. العنصر الثالث: وسائل وأسباب رفع البلاء بعد وقوعه عباد الله: تعالوا لنقف مع وسائل وأسباب رفع البلاء بعد وقوعه؛ وكيف نتعامل معه وواجبنا نحو البلاء وذلك من خلال ما يلي: أولًا: الصبر والاحتساب: فينبغي على كل من أصابه بلاء أن يحمد الله ويسترجع ؛ أي يقول: الحمد لله ؛ إنا لله وإنا إليه راجعون ؛ اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرًا منها ؛ إن فعل ذلك فإنه يكون من الصابرين الناجحين في الاختبار ؛ قال تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }. ( البقرة: 155- 157 ). على أن يقول ذلك عند أول وهلة بالبلاء ؛ أي في لحظة نزول البلاء أو علمه به إن كان غائبًا ؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ ، فَقَالَ “: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي قَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي ، وَلَمْ تَعْرِفْهُ ، فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ ، فَقَالَتْ : لَمْ أَعْرِفْكَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى”. (البخاري). أما من يشق الجيوب ويلطم الخدود ويدعو بدعاء الجاهلية ؛ ويسخط على القدر وبعد ذلك يقول:نحن من الصابرين ؛ فليس له حظ ولا نصيب من الصبر ؛ ويعد راسبًا في الاختبار ؛ لأن الصبر يكون عند الصدمة الأولى . بل إنه بجزعه حرم الأجر؛ لأن القدر نافذ لا محالة؛ فقد عزَّى الإمام علي رضي الله عنه رجلاً في ابن له مات فرآه جزعًا ، فقال له الإمام على: ” يا أبا فلان إنك إن صبرت نفذت فيك المقادير ولك الأجر، وإن جزعت نفذت فيك المقادير وعليك الوزر “. وأقول لأهل البلاء: أبشروا فإن الله يرفعكم منازل ودرجات في الجنة جزاء صبركم على البلاء؛ ففي الحديث: « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ؛ ابتَلاهُ الله فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ؛ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ؛ حَتَّى يُبَلِّغُهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ الله تَعَالَى » ( أحمد وأبو داود بسند صحيح ). وعَنْ جَابِرٍ قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ؛ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ “. ( الترمذي وحسنه). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته