أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والسبعون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والسبعون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *درجات وأنواع المراقبة: إذا أنت شعرت أنَّ الله يُراقِبُك من ثِمار المُراقبة استقمتَ على أمره تماماً وأحسنتَ إلى خَلقه وأقبلتَ عليه، يجب أن تشعرَ بسرورٍ ولذةٍ لا تجدُهما في شيء آخر، فالذين أكلوا أطيب الطعام والذين سكنوا أفخر البيوت والذين تزوجوا أجملَ الزوجات والذين علا شأنُهم حتى صاروا من عَلية القوم اسألهم جميعاً.. لو أنَّ هؤلاء عَرفوا الله بعدَ ذلك وأقبلوا عليه اسألهم وأنتم في أوجِ عظمتكم، وأنتم في أوجِ قوتكم، وأنتم في أوجِ استمتاعِكم بالدُنيا هل ذُقتم هذه السعادة التي الآن تعيشونها؟ يقولون واللهِ بِملء فمهم: لا والله.. إذاً: تجدُ اللذّةَ وفرحة القلب، وقُرّةَ العين، وليسّ له نظيرٌ يُقاس به، وهو حالُ أهلُ الجنة، حتى قالَ بعضُ العارفين إنه لَتَمرُ بي أوقاتٌ أقولُ فيها إن كانَ أهلُ الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيشٍ طيب. حتى أنَّ بعضهم فَهِمَ كلام النبي عليه الصلاة والسلام: أبو بكرٍ في الجنة. ما فَهِمَ هذا الكلام على أنهُ سوفَ يدخلُ الجنة فَهِمَ هذا الكلام على أنهُ الآن في الجنة، في جنة القُرب، هو سيدخلُها لكن الآن في جنة. وأنا أقول لكم اجهد مع الله في طاعتهِ وفي التقرّبِ إليه وفي خدمة عباده وفي وقفِ كلِّ جُهدكَ وعضلاتكَ ووقتكَ وطاقتكَ وعلمِكَ وأهلِكَ.. أن تَقِفَ كلَّ هذا في سبيل الله، فإذا سمحَ لكَ بالقُرب، إذا تجلّى على قلبك، إذا ألقى في قلبكَ السكينة عندئذٍ تعرِفُ طرفاً من مقام أهل الجنة. فإذا الإنسان بَعُدَ عن الله عزّ وجل فالحياة موحِشة، شيء مُخيف جداً، انظر للمؤمن إذا سافر يقول يارب أنتَ الرفيق في السفر والخليفةُ في الأهلِ والمالِ والولد، أحياناً يصاب الابن بحرق يصبح هذا الابن مصدر شقاء للأسرة كلها مصدر شقاء طوال حياته. فأنت تخاف من التشوه يأتيك مولود مشوّه لمّا تخاف من المرض تمرض، أما إذا كُنتَ مع الله.. الله عزّ وجل يُطمئُنك ” فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا “. أنا أقول لكم والله يا أيها الأخوة زوال الكون أهون على الله من أن يتخلّى عن مؤمن أو أن يُضيّعَ مؤمناً أو أن يجهدَ المؤمنَ في طاعة الله ويجعلهُ في مؤخرة الركب، ليسَ هذا من أخلاق الله عزّ وجل. كلمة وإن كانت قاسية تحملّوها قال من لم يجد هذا السرور ولا شيئاً منه فليتهم إيمانهُ وأعمالهُ، إذا صلاتهُ شكليّة، تِلاوتهُ شكليّة، ولا مرة بكى ولا مرة، ولا مرة قلبهُ اضطرب حُباً لله عزّ وجل، ولا اقشعر جلدهُ ولا مرة شعوراً بخشية الله عزّ وجل، ما شعر أنهُ هو غالٍ على الله، كل العبادات شكليّة يؤديها، قال من لم يجد هذا السرور ولا شيئاً منه فليتهم إيمانهُ وأعمالهُ فإنَّ للإيمان حلاوةً من لم يَذُقها فليرجع وليقتبس نوراً يجد به حلاوة الإيمان:(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)[سورة الحديد] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته