أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والستون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والستون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *درجات وأنواع المراقبة: 7. مراقبة الله في الخُلق والسلوك والمشاعر: المراقبة ثمرةٌ من ثمار العِلمِ: لأنَّ الله سبحانه وتعالى رقيبٌ عليك لو دخل إنسان إلى متجر وكان خبيراً بما في هذا المتجر من أجهزة وآلات ورأى آلات تصوير وٌضعت في زوايا متعددة من المتجر وقرأ لوحةً كبيرة كُتبَ عليها: الصالة مراقبة تلفزيونياً، إذا قرأ اللوحة ورأى الأجهزة أيُعقل أن يدخلَ ويأخذُ حاجةً ويضعُها في جيبه.. مستحيل.. هُنا أيقن أنهُ مُراقب. موظفٌ أجنبي في شركة دخلَ صالةً من صالات البيع ورأى حاجةً غالية الثمن خفيفة الوزن وشعرَ أنَّ أحداً لا يُراقبهُ فأخذها ووضعها في جيبه وعندَ الباب أُلقيَّ القبض عليه وسيقَ إلى سِفارته لينال جزاء عملهِ وكانت فضيحة وهو موظفٌ على مستوىً عالٍ، إذاً لأنهُ ظنَّ أن أحداً لا يعلم تورّطَ في هذه المخالفة، فلو عَلِمَ أنَّ القاعة مراقبة وأنَّ هناك آلات تصوير تُصوّر وتُسجّل أو أنَّ هناك لوحة كُتبَ عليها: القاعة مُراقبة، أنا أضرب لكم أمثلة بسيطة، إذا شعرتَ أنَّ الله مُطّلعٌ عليك وأنتَ في البيت. من لم يكن له ورعٌ يصدهُ عن معصية اللهِ إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله. إذاً كلُّ عملهِ نِفاقٌ، ورياءٌ. أمّا إذا كانت خلوتهُ كجلوتهِ سِرّهُ كعلا نيتهِ، ظاهِرهُ كباطِنهِ، فهذا الذي ينجحُ ويُفلح،ركعتان من ورع خيرٌ من ألفِ ركعةٍ من مُخلّط ؛ والمُخلّط: هو الذي خلطَ عملاً صالحاً وآخر سيئاً. قال بعض العلماء في المراقبة: قالَ الجُنيد: من تحقق في المُراقبة خافَ على فواتِ لحظةٍ من ربهِ ، يعني.. إذا كُنتَ في حال المراقبة وشعرتَ أنَّ الله معكَ دائماً وأنهُ مُطّلعٌ عليك وأنهُ يعلمُ سِرّكَ ونجواك خِفتَ أن تُضيعَ لحظةً من حياتك. وقال ذو النون:علامة المراقبة إيثارُ ما أنزلَ الله وتعظيمُ ما عظّمَ الله وتصغيرُ ما صغّرَ الله يعني.. لاحظ نفسك، قيَمك، مقاييسك، تنطبق على الكتاب والسُنّة، أحياناً تُعظّمُ شيئاً حَقّرهُ الله معناها قيِمك غير إسلامية، قيِمك غير رحمانية، وأحياناً في أشخاص إذا خرجَ من بيتهِ بثياب النوم يَعدُ هذا عملاً همجيّاً غيرَ حضاريّ عملاً بشعاً قبيحاً جداً، أما إذا خرجت امرأته ترتدي أحدثَ الثياب وتُبرز من مفاتنها ما ينبغي أن يخفى يُعدُ هذا رٌقيّاً… انظر للإنسان… هذا عظّمَ ما حقّرهُ الله وحقّرَ من ما عظّمهُ الله. فيجب أن تُلاحظ أن تكون مقاييسك وقيمك وزوايا النظر متوافقةً تماماً معَ ما في الكتاب والسُنّة، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول: طوبى لمن وَسِعتهُ السُنّة ولم تستهوهِ البِدعة . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته