أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والستون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والستون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *متى تكون مراقب لله: 1. عندما تشعر بأنه يراقبك دائماً: سؤال الآن.. لو أنهُ من حينٍ لأخر شعرتَ أنَّ الله يُراقبك هل أنتَ في حال المراقبة.. الجواب: لا.. إذا دامَ هذا الشعور وشعرتَ أنَّ الله يُراقبك في كلِّ أحوالك، في حركاتك وسكناتك، في كلِّ نشاطاتك، في خلوتك في جلوتك، في لهوِكَ في جِدك، في عملك في بيتك، في الطريق، إذا سافرت إلى أماكن بعيدة…. إذا استدامَ حالُ المُراقبة، إذا استدامَ شعورُكَ أنَّ الله يعلم وأنَّ الله مُطلّعٌ عليك وأنَّ الله يُراقِبك، فأنتَ في مرتبةٍ من أرقى المراتب ومن أهم المراتب ومن أكثرها فائدةً لك إنها حالُ المُراقبة. أنتَ في حال المُراقبة تعبد الله باسم الحفيظ والرقيب والعليم والسميع والبصير هذه الأسماء الحُسنى الخمس كُلُها تؤدي معنى المُراقبة.. إذا تكلّمت فهو سميع، وإذا تحركت فهو بصير، وإذا أضمرت فهو عليم، وإذا خرجتَ من بيتك فهو الرقيب، وإذا عَمِلتَ عملاً فهو الحفيظ، في نسخة كلّ حركاتك مُسجلّة عِندَ الله عزّ وجل. حفيظٌ ورقيبُ وبصيرٌ وسميعُ وعليمٌ. الحركة بصير، الكلام سميع، الإضمار ما في الداخل عليم، الحفيظ الأعمال مُسجّلة موثّقة، المُراقب يعني لكَ بالمرصاد. (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍأَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)[سورة الفجر] الآية دقيقة جداً ليس فقط بالمرصاد أي يُعاقب على ما اقترفتهُ يداك، بل معنى بالمرصاد أيضاً أنه يراكَ وسوفَ يُعاقبُك. 2. عندما تشعر بعظمة الله: لاحظ نفسك إذا جاءكَ ضيف له حجم معين بالمجتمع، صديق يحمل شهادة ثانوية متفوق فدخلَ عليكَ أستاذ جامعي لاحظ نفسك تستقبل الأستاذ الجامعي وتنظر إليه وتُحدّثهُ وتنصرفُ إليه بكليّتك وتنسى أنَّ في الغرفةِ طالب آخر.. ماذا حصل.. هذا الإنسان الثاني صرفكَ عن الأول فإذا أنت في بعض ساعاتك في عملك في حرفتك في مكتبك في متجرك في معملك في بيتك في شيء صرفَكَ عن أنَّ الله يُراقُبك هذا الحال حالٌ خطيرة…. من علامة صِدق المُراقبة أن شيئاً مهما بدا عظيماً لك لا يصرفُكَ عن ملاحظةِ عظمةِ اللهِ لك التي تُراقُبك. لذلك.. أهل الله، أهلُ القُرب، المؤمنون الصادقون، لا تغيب عظمة الله عن أذهانهم أبداً بدليل أنَّ هذا الاستعظام للهِ عزّ وجل لا يصرِفهم إلى غير الله. فهذه الحال امتلاء القلب من عظمة الله عزّ وجل بحيثُ يذهلُ عن تعظيم غيره.. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته