أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الستون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الستون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *الرقابةُ صلاحُ الفردِ والمجتمعِ : 4- ما السبيل إليها؟ فما هو السبيلُ والطريقُ إلى إحياء مراقبة الله في النفوس،ونشرِها في المجتمعات؟ يكونُ ذلك ضمن هذه اللبناتِ العظامِ في بناء مراقبة العليم العلام جلَّ جلاله وتقدَّسَتْ أسماؤهُ: اللبنة الأولى: إنّ اللبنة الأولى في بناء صرح المراقبة، هي معرفة الله بأسمائه وصفاته، فإنّ مِن بين أسماء الله الحسنى اسمُهُ الرقيبُ: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]. هو المُطَّلِعُ على خلقه يَعلَمُ كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في ملكه، لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، الذي يرى ويسمَعُ دبيبَ النملةِ السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، يراقِبُ الظاهرَ والمستورَ، ويعلَمُ ما في الصدور، ويعلَمُ ويراقِبُ خلجاتِ قلبِكَ ونبضاتِ فؤادِكَ، ما من شيءٍ إلا وتحتَ رقابتِهِ وسمعِهِ وبصره: وَهْوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ*** واللَّوَا حِظِ كَيْفَ بالأَفْعَالِ بالأَرْكَانِ أخي المبارك: إذا علمتَ هذا فلا يكنْ حظُّكَ من اسم الله الرقيبِ الرهبةَ فقط، فليكُنْ لك مِن هذا الاسم الميمونِ نصيبٌ من الرغبة، فإنْ كان اللهُ يراقبُك ويَطَّلِعُ عليك، ولن يُضَيِّعَ لك حسنةً، ولن يُنقِصَ من أجرك حتى النية، من هنا أدعوك للعمل الصالح والفعل الناجح، وأبشرْ بقولِ الرقيبِ: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [البقرة: 272]. فبادِرْ بالأعمال الصالحات*** قبل أن تغادِرَ فإنّ اللهَ رقيبٌ. هو الذي يرى دبيبَ الذَّر ***في الظلمات فوقَ صمِّ الصَّخر وسامعٌ للجهر والإخفات*** بسمعه الواسع للأصوات وعلمِهِ بما بدا وما خَفي*** أحاط علماً بالجليِّ والخفي اللبنة الثانية: الإكثارُ من ذكر الله فإنه يُشعِرُك بمراقبته. يا عبد الله: إنها عبادةٌ سهلةٌ يسيرةٌ؛ وكلُّ الخذلانِ في ترك ذكرِ الرحمن في كل زمانٍ ومكانٍ. إنّ أقصرَ طريقٍ يوصلك إلى مرتبة المراقبة أنْ يَلْهَجَ لسانُكَ بذكر الله، وعندها يستحيل أن تتجرأ على معصيته وأنت قائمٌ على ذكره، وصدق القائل: فأَشُدُّ القلبَ بخالقه ***والذكرُ الدائمُ يحرُسُني إنْ ذكرَ الله يحرُسُكَ من المعاصي والذنوب، ويحميك من المثالب والعيوب، لهذا أمر الله بالإكثار من ذكره في كلِّ موطنٍ حتى عند مقارعة العدوان فقال الملك الديان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]. قال أهل العلم والإيمان: أفضلُ الطاعات مراقبةُ الحقِّ على دوامِ الأوقات. اللبنة الثالثة: أنْ تتذكرَ قدرةَ اللهِ عليك ومراقبتَه الدائمةَ لك: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس: 61]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته