أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *الرقابةُ صلاحُ الفردِ والمجتمعِ : 3- ثمرات المراقبة أيها الاخوة الكرام: كلنا نعلم أنّ لمراقبة الله تعالى ثمراتٍ في صلاح الفرد والمجتمع، ثمراتٍ في الدنيا والآخرة، ثمراتٍ كثيرةٍ غيرِ مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ؛ فمراقبةُ اللهِ تعالى تهذِّبُ النفوسَ وتطهِّرُ القلوبَ، كما قال علامُ الغيوبِ: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40-41]. إنّ من ثمرات مراقبةِ الله تعالى البعدُ عن المعاصي والخطايا في السر والعلن، حتى ولو كانت طرفةَ عينٍ فإنّ المراقبَ لله يعلم قولَ الله: {يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]. إنّ من ثمار المراقبة لله أنها تطهرك من أخلاق المنافقين، وتعزِّزُ فيك أخلاقَ المؤمنين، وهذا من معاني قولِ ربِّ العالمين: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80]. من ثمرات مراقبة الله تعالى أنها تُشعِرُ العبدَ بالسكينة، وتوصِلُ صاحبَها للجنة، كما قال رب البرية: {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق:31-33]. إنّ من ثمرات مراقبة الله العاجلةِ شعور الناس بالسلام والأمان؛ مراقبةُ الله توقِظُ الضمائرَ وتقضي على الجرائم؛ مراقبةُ الله تجعَلُ المجتمعاتِ نظيفةً من الفواحش والآثام، نقيةً من الظلم والعدوان، كما قال الرحيم الرحمن: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]. إنّ من ثمارِ المراقبة النافعة أنها تُنقِذُ من الخطيئة، وتوصِلُ إلى السيادة، وهذا ما كان لنبي الله يوسف يومَ: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23]. فكانت العاقبة: {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54]. وأقولُ جماعاً لكل ثمرات مراقبة الله تعالى: "إنّ زوالَ كلِّ العيوب بمراقبة علام الغيوب، وإنّ نزولَ كلِّ الخيرات بمراقبة ربِّ الأرضِ والسماواتِ". إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته