أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والخمسون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والخمسون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *الرقابةُ صلاحُ الفردِ والمجتمعِ 2- يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهذه الشرذمةُ الفاسقةُ المنافقةُ من الناس لا بدَّ أنْ نقولَ لهم قولَ اللهِ الكبيرِ المتعالِ: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً} أ النساء:108]. ونقولُ لكلِّ ظالمٍ جائرٍ، ولكلِّ معتدٍ آثمٍ: إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ= خَلَوْتُ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعةً= وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيبُ من هنا كان لزاماً علينا أنْ نتكلمَ عنِ الرقابة؛ والمقصودُ مراقبةُ الخالقِ لا المخلوق، أنْ نجعلَ مراقبةَ الله حيةً في حياتنا، قائمةً في كلِّ حركاتنا وسكناتنا، أنْ تكون رقابةُ اللهِ هي الوازعَ والدافعَ لكلِّ خيرٍ نقومُ به، والزاجرَ والمانعَ عن كلِّ إثمٍ وشرٍّ نبتعدُ عنه، كما كان الرعيل الأول من الصحابة الكرام والسلف الصالح من التابعين لهم بإحسان، لقد تربوا على قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]. كانوا يرددون أمام صغارهم: (اللهُ شاهدي، اللهُ ناظري، اللهُ معي) يُردِّدون على قلوبهم قولَ ربِّهم: {يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16]. حالُ مشاعرِهم كقول شاعرِهم: رقيبٌ على كلِّ الوجود مهيمنٌ= على الفلك الدوارِ نجماً وكوكبا رقيبٌ على كلِّ النفوس وإنْ =تلُذْ بصمتٍ ولم تجهَرْ بسرٍّ تغيَّبا رقيبٌ تعالى مالِكُ الملكِ مُبصِرٌ= به كلُّ شيءٍ ظاهرٍ أو مُحجَّبا أيها المسلمون: على هذه المراقبة الدائمة لله، والشعورِ الدائمِ بمعية الله ربى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الصحابةَ الكرامَ ومَنْ تبعهم مِن أهل الإسلام، فكنا نسمَعُ القصصَ المشرقةَ الوضاءةَ عن صفاء سريرتِهم ونقاءِ سيرتهم؛ فما قصةُ بائعةِ اللبنِ عنكم ببعيدة، عندما قالتْ أمُّها لها: أخلِطُ اللبنَ فإنّ عمرَ لا يرانا في هذه الظلمة من الليل، فكان الجوابُ من الفتاة المراقِبةِ لله: "يا أماهُ إنْ لم يكُنْ عمرُ يرانا فإنّ ربَّ عمرٍ يرانا". وليس بغائبٍ عنكم قولُ الراعي لابن عمر رضي الله عنهما عندما قال له: قُلْ لصاحب الغنم إنّ الذئبَ قد أكَلَ الشاةَ، فقال الغلامُ المؤمنُ المراقبُ لله: "فأين اللهُ فأين الله؟" الله أكبر كم نحتاجُ في معاملاتنا لهذه الرقابة، كم نحن بحاجة لهذه الكلمة أنْ تكون منهاجَ حياةٍ لنا، ونظامَ حكمٍ فيما بيننا، وكأنهم يُردِّدون دائماً: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى} [العلق: 14]. ولسانُ حالِهم يقول: وإذا خلوتَ بريبةٍ في ظلمة= والنفسُ داعيةٌ إلى الطغيانِ فاستحيي مِنْ نظرِ الإله وقُلْ= لها إنّ الذي خَلَقَ الظلامَ يراني إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته