أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة والخمسون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *الرقابةُ صلاحُ الفردِ والمجتمعِ 1- مراقبة الله صلاح الفرد والأمة : إن العلاج الشافي والدواء الكافي لأمراضنا الدينية والدنيوية، يكاد ينحصر في (الرقابة) نعم الرقابة وما أدراكم ما سر الرقابة؟ إنها صلاحٌ للفرد وللأمة في كل ميادين الحياة؛ الرقابةُ بلسمٌ وترياقٌ لمشاكلنتا وأدوائنا في هذا الزمان؛ الرقابةُ هي النور الذي يبدِّدُ كلَّ ظلماتِ البغي والعدوانِ؛ إنها القوةُ الإيمانيةُ التي تلغي كلَّ خطأٍ، وتَدمَغُ كلَّ باطلٍ؛ الرقابةُ هي الضميرُ الحيُّ اليقِظُ الذي به قوامُ الدنيا والدين؛ الرقابةُ هي اللمسة النبويةُ في قولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقِ اللهَ حيثما كنتَ). الرقابةُ هي المقامُ العالي، والمنزل السامي الذي يبلُغُهُ المسلمُ في علاقته مع الله، ومع عباد الله، كما قال الله: {إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يس:11]. هي الدرجةُ التي عناها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ). إنّ انتشارَ الجريمةِ في المجتمع، وشيوعَ الفاحشةِ بين البشر، وانحرافَ الناسِ عن منهج الله وسنّةِ رسولِ الله، كلُّ ذلك راجعٌ في حقيقته إلى غياب الرقابة وموت الضمير. وهذا معنى حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خلَوا بمحارم الله انتهكوها). آهٍ ثم آهٍ كم نعاني اليومَ مِنْ تعدٍ للحدود وخيانةٍ للعقود، وضياعٍ للحقوق وازديادٍ في العقوق! آه وألفَ آه كم نعاني اليومَ مِنْ سرقةٍ للأموال واغتصابٍ للأعراضِ، وهتكٍ للحرمات وارتكابٍ للموبقات! والسببُ وراء ذلك فقدانُ المراقبةِ لله تبارك في علاه، وهذا ما ذكره الله تعالى عن أخلاق المنافقين في حال غيابهم عن الرقيب : {وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ} [البقرة:14]. {وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ} [البقرة:205]. ولسانُ حالِهم: {هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ} [التوبة: 127]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركات