أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والخمسون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *هل تفارق الملائكة الكاتبين العبد في أي حال ؟ الأدلة : وفي حديث جبريل عليه السلام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال له: "أنْ تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك"، رواه مسلم فتأمّلُ هذه النصوص وما في معناها يحرِّك في العبد مراقبة الله عز وجل في كل أعماله وجميع أحواله، إذ المراقبة ثمرة من ثمار علم العبد بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، مطَّلع على عمله في كلّ وقت، وكل لحظة، وكل نَفَس، وكلّ طرفة عين. والمراقبة منزلة عليّة من منازل السائرين إلى الله والدار الآخرة، وحقيقتها دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه، فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة، وهي مراقبة لله عند أمره ليفعله العبد على أحسن حال، ومراقبة له عند نهيه ليجتنبه العبد وليحذر من الوقوع فيه. كما قال الشاعر: إذا ما خلوت الدَّهْرَ يوماً فلا تَقُلْ ... خلوتُ ولكنْ قُل عليَّ رقيبُ ولا تحسبنَّ الله يغفلُ ساعةً ... ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ وهذه المراقبة تحتاج من العبد إلى حضور القلب واجتناب الغفلة ودوام الذِّكر، وهذا يثمر سرور القلب وانشراح الصدر وقرّة العين بالقرب من الله، وهو نعيم معجَّل يناله العبد في دنياه قبل أخراه. قال ابن القيِّم رحمه الله: "فإنَّ سرور القلب بالله، وفرحه به، وقرّة العين به، لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا البته، وليس له نظير يقاس به، وهو حال من أحوال أهل الجنة، حتى قال بعض العارفين: "إنه لتمر بي أوقاتٌ أقول فيها: إن كان أهلُ الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب". ولا ريب أنَّ هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل، وبذل الجهد في طلبه، وابتغاء مرضاته، ومن لم يجد هذا السرور ولا شيئاً منه فليتهم إيمانه وأعماله، فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع وليقتبس نوراً يجد به حلاوة الإيمان، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذوق طعم الإيمان ووَجْد حلاوته فذكر الذوق والوجد وعلقه بالإيمان فقال: "ذاقَ طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً" ، وقال: "ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومن كان يحبُّ المرءَ لا يحبُّه إلاَّ لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار" وسمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه يقول: إذا لم تجدْ للعمل حلاوةً في قلبك وانشراحاً فاتهمه، فإنَّ الربَّ تعالى شكور، يعني أنه لا بد أن يثيبَ العامِلَ على عمله في الدُّنيا من حلاوةٍ يجدها في قلبه وقوّةٍ وانشراحٍ وقرةِ عين؛ فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول" اهـ[. الأنترنت – موقع مكتبة الفكر- فقه الأسماء الحسنى - الشَهيد، الرّقيب - عبد الرزاق البدر] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته