أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والأربعون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والأربعون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *فوائد مراقبة الله تعالى: (5) المراقبة تذكِّر المسلم بالموت: استحضار المسلم لمراقبة الله تعالى له في جميع أقواله وأفعاله، يجعل المسلم يتذكر الموت وشدته، فيُقبل على طاعة الله ويتجنب معصيته، فقد قال سُبحانه: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]، قال الإمامُ ابنُ كثير (رَحِمَهُ اللهُ): يَقُولُ تَعَالَى: وَجَاءَتْ - أَيُّهَا الْإِنْسَانُ - سَكْرَةُ (شِدَّةُ) الْمَوْتِ بِالْحَقِّ؛ أَيْ: كَشَفَتْ لَكَ عَنِ الْيَقِينِ الَّذِي كُنْتَ تَمْتَرِي فِيهِ، (ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)؛ أَيْ: هَذَا هُوَ الَّذِي كُنْتَ تَفِرُّ مِنْهُ قَدْ جَاءَكَ، فَلَا مَحِيدَ وَلَا مَنَاصَ، وَلَا فِكَاكَ وَلَا خَلَاصَ؛ (تفسير ابن كثير - جـ7 - صـ399). وقال جَلَّ شأنه: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة: 83 - 85]، قال الإمامُ ابنُ كثير (رَحِمَهُ اللهُ) قوله تعالى: (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ)؛ أَيْ: إِلَى الْمُحْتَضَرِ وَمَا يُكابده مِنْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ؛ ( تفسير ابن كثير - جـ7 - صـ548 ). وقال سُبحانه: ﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 26 - 30]، قال الإمامُ ابنُ كثير (رَحِمَهُ اللهُ) قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ)؛ أَيِ: انْتُزِعَتْ رُوحُكَ مِنْ جَسَدِكَ وَبَلَغْتَ تَرَاقِيَكَ، وَالتَّرَاقِي: جَمْعُ تَرْقُوَةٍ، وَهِيَ الْعِظَامُ الَّتِي بَيْنَ ثَغْرَةِ النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ؛ (تفسير ابن كثير جـ8صـ281). (6) المراقبة تجعل المسلم يتصف بالورَع. (7) المراقبة تجعل المسلم أمينًا: نهى أميرُ المؤمنين عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ عن مذقِ (خَلْط) اللَّبن بِالْمَاءِ، فخرج ذَات لَيْلَة فِي حَوَاشِي الْمَدِينَة، فَإِذا بامرأة تَقول لابنة لَهَا: أَلا تمذقين (تخلطين) اللَّبن، فَقَالَت الْجَارِيَة: كَيفَ أمذق وَقد نهى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن المذق، فَقَالَت الأم: قد مذق النَّاس فامذقي، فَمَا يدْرِي أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَقَالَت الفتاة: إِن كَانَ عمر لَا يعلم فإله عمر يعلم، مَا كنت لأفعله وَقد نهى عَنهُ، فَوَقَعت مقالتها من عمر، فَلَمَّا أصبح دَعَا عَاصِمًا ابْنه، فَقَالَ: يَا بني اذْهَبْ إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا، فاسأل عَن الْجَارِيَة ووصفها لَهُ، فَذهب عَاصِم فَإِذا هِيَ جَارِيَة من بني هِلَال، فَقَالَ: لَهُ عمر: اذْهَبْ يَا بني فَتَزَوجهَا فَمَا أحراها أَن تَأتي بِفَارِس يسود الْعَرَب، فَتَزَوجهَا عَاصِم بن عمر، فَولدت لَهُ أم عَاصِم بنت عَاصِم بن عمر بن الْخطاب، فَتَزَوجهَا عبدالْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم، فرزَقه الله تعالى منها عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل؛ ( سيرة عمر بن عبدالعزيز - لابن عبدالحكم - صـ19: صـ20 ). إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته