أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والأربعون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والأربعون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *شرح باب المراقبة من كتاب رياض الصالحين الآية الخامسة: قوله عز وجل: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]؛ يعلم؛ يعني: الله عز وجل ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ﴾؛ وخائنة الأعين: خيانتها؛ فالخائنة هنا مصدر كالعاقبة والعافية وما أشبهها. ويجوز أن تكون اسم فاعل على أنها من خان يخون؛ فيكون من باب إضافة الصفة إلى موصوفها. على كل حال هذه مسألة نحوية ما تهم هنا، المهم أن للأعين خيانة، وذلك أن الإنسان ينظر إلى الشيء ولا تظن أنه ينظر إليه نظرًا محرمًا، ولكن الله عز وجل يعلم أنه ينظر نظرًا محرمًا. كذلك ينظر إلى الشخص نظر كراهية، والشخص المنظور لا يدري أن هذا نظر كراهية، ولكن الله تعالى يعلم أنه ينظر نظر كراهية، كذلك ينظر الشخص إلى شيء محرم ولا يدري الإنسان الذي يرى هذا الناظر أنه ينظر إلى الشيء نظر إنكار أو نظر رضا، ولكن الله سبحانه هو يعلم ذلك، فهو سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين، ويعلم أيضًا ما تخفي الصدور؛ أي: القلوب؛ لأن القلوب في الصدور، والقلوب هي التي يكون بها الفهم، ويكون بها التدبير، كما قال الله: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]. سبحان الله! كأن هذه الآية تنزل على حال الناس اليوم، بل حال الناس في القديم؛ يعني: هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟ هذه مسألة أشكلت على كثير من النظار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها إلى قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم. وإلا فالحقيقة أن الأمر فيها واضح أن العقل في القلب، وأن القلب في الصدر؛ ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴾، وقال ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]؛ ولم يقل: (القلوب التي في الأدمغة)؛ قال: ﴿ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾؛ فالأمر فيه واضح جدًّا أن العقل يكون في القلب، ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».فما بالك بأمر شهد به كتاب الله، والله تعالى هو الخالق العالم بكل شيء، وشهدت به سنة الرسول صلي الله عليه وسلم! إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته