أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *شرح باب المراقبة من كتاب رياض الصالحين وفي النهاية جمع الناس على أنه سيقضي على موسى، فحرج موسى في قومه هربًا منه، متجهًا بأمر الله إلى البحر الأحمر؛ ويسمى «بحر القلزم»؛ متجهًا إليه مشرقًا، فتكون مصر خلفه غربًا، فلما وصل إلى البحر وإذا فرعون بجنوده العظيمة وجحافله القوية خلفهم والبحر أمامهم، ﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾؛ البحر أمامنا وفرعون وجنوده خلفنا، أين نفر؟ ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، اللهم صل وسلم عليه، هكذا يقين الرسل عليهم الصلاة والسلام في المقامات الحرجة الصعبة، تجد عندهم من اليقين ما يجعل الأمر العسير - بل الذي يظن أنه متعذر - أمرًا يسيرًا سهلًا، ﴿ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾؛ فلما فوَّض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى أوحى الله إليه: أن اضرب بعصاك البحر الأحمر، فضرب البحر بعصاة ضربة واحدة فانفلق البحر اثني عشر طريقًا؛ لأن بني إسرائيل كانوا اثنتي عشرة قبيلة، اثني عشر سبطًا، والسبط بمعني القبيلة عند العرب. فضربه، وبلحظة يبس؛ ﴿ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى ﴾ [طه: 77]؛ فعبَر موسى بقومه في أمن وأمان؛ الماء بين هذه الطرق مثل الجبال؛ كأنه جبل واقف، الماء جوهر سيال، لكنه بأمر الله صار واقفًا كالجبال. حتى إن بعض العلماء قال: إن الله سبحانه وتعالى جعل في كل طود من هذه المياه، جعل فيها فرجًا حتى ينظر بنو إسرائيل بعضهم إلى بعض؛ لئلا يظنوا أن أصحابهم قد غرقوا وهلكوا، من أجل أن يطمئنوا. فلما انتهى موسى وقومه خارجين، دخل فرعون وقومه، فلما تكاملوا أمر الله البحر أن يعود على حاله فانطبق عليهم، وكان بنو إسرائيل من شدة خوفهم من فرعون وقع في نفوسهم أن فرعون لم يغرق، فأظهر الله جسد فرعون على سطح الماء، قال: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ﴾ [يونس: 92]؛ حتى يشاهدوه بأعينهم، واطمانوا أن الرجل قد هلك. فتأمل هؤلاء الأمم الثلاث الذين هم في غاية الطغيان، كيف أخذهم الله عز وجل وكان لهم بالمرصاد، وكيف أُهلكوا بمثل ما يفتخرون به. فقوم عاد قالوا: ﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾؛ فأُهلكوا بالريح، وهي أصلًا لطيفة وسهلة. وقوم صالح: أُهلكوا بالرجفة والصيحة. وفرعون أُهلك بالماء والغرق، وكان يفتخر بالماء، يقول لقومه: ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ ﴾ [الزخرف: 51- 53]؛ فأغرقه الله تعالى بالماء. فهذه جملة ما تشير إليه هذه الآية الكريمة:﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ الفجر: 14 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته