أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والثلاثون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *شرح باب المراقبة من كتاب رياض الصالحين قال الله تعالى:﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [فصلت: 16] والعياذ بالله. أما ﴿ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴾ [الفجر: 9]؛ فهم أيضًا عندهم عُتُوٌّ وطغيان وتحدٍّ لنبيهم؛ حتى قالوا له: ﴿ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ﴾ [هود: 62]؛ أي: كنا نرجوك ونظنك عاقلًا، أما الآن فأنت سفيه؛ لأنه ما من رسول أُرسل إلا قال له قومه: ساحر أو مجنون؛ كما قال الله: ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ [الذريات: 52]. فأنظرهم ثلاثة أيام؛ ﴿ فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾ [هود: 65]؛ فلما تمت الثلاثة والعياذ بالله ارتجفت بهم الأرض، وصيح بهم؛ فأصبحوا كهشيم المحتظر؛ أي: مثل سعف النخل إذا طالت عليه المدة صار كأنه هشيم محترق من الشمس والهواء، صاروا كهشيم المحتظر وماتوا عن آخرهم. أما فرعون، وما أدراك ما فرعون، فهو ذلك الرجل الجبار المتكبر، الذي طغى وأنكر الله عز وجل، وقال لموسى: ما رب العالمين؟ وقال لقومه: ما لكم من إله غيري، نعوذ بالله، وقال لهامان وزيره: ﴿ ابْنِ لِي صَرْحًا ﴾؛ يعني: بناء عاليًا؛ ﴿ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ﴾ يقوله تهكمًا والعياذ بالله، ﴿ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر: 36، 37]؛ وكذب في قوله: وإني لأظنه كاذبًا؛ لأنه يعلم أنه صادق؛ كما قال الله تعالى في مناظرته مع موسى، قال له موسى: ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ ﴾ يا فرعون ﴿ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا ﴾ [الإسراء: 102]، ما أنكر، ما قال: ما علمت؛ بل سكت، والسكوت في مقام التحدي والمناظرة يدل على الانقطاع وعدم الجواب. وقال الله تعالى عنه وعن قومه: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ [النمل: 14]. فهم - والعياذ بالله - فرعون وجنوده يعلمون أن موسى صادق، لكنهم مستكبرون جاحدون. ماذا حصل لهم؟ حصل لهم والعياذ بالله هزائم، أعظمها الهزيمة التي حصلت للسحرة جمع جميع السحرة في بلاده باتفاق مع موسى عليه الصلاة والسلام وموسى هو الذي عيَّن الموعد أمام فرعون، مع أن موسى أمام فرعون يُعتبر ضعيفًا؛ لولا أن الله نصره وأيده. قال لهم موسى: ﴿ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾ [طه: 59]؛ يوم الزينة يوم العيد؛ لأن الناس يتزينون فيه ويلبسون الزينة؛ وقوله: ﴿ وَأَنْ يُحْشَرَ ﴾؛ يُجمع ﴿ النَّاسُ ضُحًى ﴾؛ لا في الليل في الخفاء؛ فجمع فرعون جميع من عنده من عظماء السحرة وكبرائهم، واجتمعوا بموسى عليه الصلاة والسلام وألقوا حبالهم وعصيهم - الحبال معروفة، والعصا معروفة - ألقوها في الأرض فصارت الأرض كلها ثعابين - حيَّات - تمشي، أرهبت الناس كلهم، حتى موسى أوجف في نفسه خيفة، فأيَّده الله وقال له: ﴿ لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ ﴾ [طه: 68، 69]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته