أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *شرح باب المراقبة من كتاب رياض الصالحين فراقب هذا الأمر، وإياك أن تُخرج من لسانك قولًا تحاسَب عليه يوم القيامة، اجعل دائمًا لسانك يقول الحق أو يصمت؛ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ». الثالث: أن تراقب الله في سرك وفي قلبك، انظر ماذا في قلبك من الشرك بالله والرياء، والانحرافات، والحقد على المؤمنين، وبغضاء، وكراهية، ومحبة للكافرين، وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا يرضاها الله عز وجل. راقب قلبك، تفقده دائمًا؛ فإن الله يقول: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُه ﴾ [ق: 16]، قبل أن ينطق به. فراقب الله في هذه المواضع الثلاثة: في فعلك، وفي قولك، وفي سريرتك، وفي قلبك، حتى تتم لك المراقبة؛ ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». اعبد الله كانك تراه، كأنك تشاهده رأي عين، فإن لم تكن تراه فانزل إلى المرتبة الثانية: «فَإِنَّهُ يَرَاكَ». فالأول: عبادة رغبة وطمع، أن تعبد الله كأنك تراه، والثاني: عبادة رهبة وخوف؛ ولهذا قال: «فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». فلابد أن تراقب ربك، وأن تعلم أن الله رقيب عليك، أي شيء تقوله، أو تفعله، أو تضمره في سرك فالله تعالى عليم به، وقد ذكر المؤلف رحمه الله من الآيات ما يدل على هذا، فبدأ بالآية التي ذكرناها؛ وهي قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الشعراء: 217- 220]. الآية الثانية التي ساقها المؤلف رحمه الله تعالى في باب المراقبة: قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4]؛ الضمير (هو) يعود على الله؛ أي: الله سبحانه وتعالى مع عباده أينما كانوا: في بر أو بحر، أو جو، أو في ظلمة، أوفي ضياء، وفي أي حال؛ هو معكم أينما كنتم؛ وهذا يدل على كمال إحاطته عز وجل بنا علمًا وقدرة وسلطانًا وتدبيرًا وغير ذلك. ولا نعني أنه سبحانه وتعالى معنا في نفس المكان الذي نحن فيه؛ لأن الله فوق كل شيء؛ كما قال الله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وقال: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18]، وقال تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16]، وقال: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، وقال: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أنه فوق كل شيء، لكنه عز وجل ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته، وهو عليٌّ في دنوه، قريب في عُلوِّه جل وعلا؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، ولكن يجب أن نعلم أنه ليس في الأرض، لأننا لو توهمنا هذا لكان فيه إبطال لعلو الله سبحانه وتعالى. وأيضًا فإن الله سبحانه لا يسعه شيء من مخلوقاته: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته