أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *شرح باب المراقبة من كتاب رياض الصالحين باب المراقبة: قال الله تعالى: ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ [الشعراء: 218، 219]، وقال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ [الحديد: 4]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [آل عمران: 5]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 14]، وقال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، والآيات في الباب كثيرة معلومة المراقبة لها وجهان: الوجه الأول: أن تراقب الله عز وجل. والوجه الثاني: أن الله تعالى رقيب عليك؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52]. أما مراقبتك لله فأن تعلم أن الله تعالى يعلم كل ما تقوم به من أقوال وأفعال واعتقادات؛ كما قال الله تعالى: ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ [الشعراء: 218، 219]؛ يراك حين تقوم؛ أي: في الليل حين يقوم الإنسان في مكان خال لا يطَّلِع عليه أحد، فالله سبحانه وتعالى يراه، حتى ولو كان في أعظم ظلمة وأحلك ظلمة؛ فإن الله تعالى يراه. وقوله: ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾؛ أي: وأنت تتقلب في الذين يسجدون في هذه الساعة؛ يعني: تقلبك فيهم؛ أي: معهم، فإن الله سبحانه وتعالى يرى الإنسان حين قيامه وحين سجوده. وذكر القيام والسجود؛ لأن القيام في الصلاة أشرف من السجود بذكره، والسجود أفضل من القيام بهيئته. أما كون القيام أفضل من السجود بذكره؛ فلأن الذكر المشروع في القيام هو قراءة القرآن، والقرآن أفضل الكلام. أما السجود فهو أشرف من القيام بهيئته؛ لأن الإنسان الساجد أقرب ما يكون من ربه عز وجل، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»[1]. ولهذا أمرنا أن نكثر من الدعاء في السجود، كذلك من مراقبتك لله، أن تعلم أن الله يسمعك، فأي قول تقوله؛ فإن الله تعالى يسمعك؛ كما قال الله: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80]؛ بلي: يعني: نسمع ذلك. ومع هذا فإن الذي تتكلم به - خيرًا كان أم شرًّا، معلنًا أم مسرًّا - فإنه يُكتب لك أو عليك؛ كما قال الله تبارك وتعالى:﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته