أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * مراقبة الله عز وجل – خطبة جمعة عندما يستشعر العبد اطلاع الله عليه، ومراقبته له فإنه يؤدي العبادات بروحها لا بصورتها، يصلي وهو يستشعر أنه يناجي ربه – جل وعلا – كأنه يرى الله تعالى أمامه، ولهذا لما عرف النبي – صلى الله عليه وسلم – مقام الإحسان، عرفه فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، وهذه مرتبة علية، إن لم تصل إلى هذه المرتبة إن لم تكن تراه فإنه يراك. وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عن سبعة أصناف من البشر حيث أن الله تعالى يظلهم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله في عرصات الموقف يوم القيامة حينما تدنو الشمس من الناس، وتكون على قدر ميل، هؤلاء السبعة قد اجتمع فيهم صفة المراقبة لله – عز وجل – يقول – عليه الصلاة والسلام - : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» تأمل في أحوال هؤلاء السبعة الأصناف، تجد أنهم قد اجتمع فيهم جانب الإخلاص والمراقبة لله – عز وجل - . واستمعوا إلى هذه القصة التي قصها علينا النبي – صلى الله عليه وسلم – من قصص بني إسرائيل وقد أخرجها البخاري في صحيحه، وتتجلى فيها عظيم مراقبة الله – عز وجل – عظيم المراقبة لله – سبحانه وتعالى – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : «ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتي بشاهدان، قال: كفى بالله شهيدا، قال: فأتني بكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفع إليه ألف دينار إلى أجل مسمى، فلما حان الأجل التمس ذلك الرجل مركبا حتى يقضي للرجل دينه فلم يجد، واجتهد ولم يجد، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صحابها، ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم إنك تعلم أني قد تسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وإني قد جهدت في أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعك إياها، فرمى بها في البحر، حتى ولجت فيه، ثم انصرف، فخرج الرجل الذي كان قد أسلفه أي: الدائن، ينظر إلى صاحبه الذي تسلف منه فلم يأت، فلما أراد أن ينصرف إلى أهله، أخذ خشبة من البحر، حطب يقل عليها، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان قد أسلفه ورأى أن تصرفه هذا لا تبرأ به الذمة، فأتى بألف دينار أخرى، وقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لأتيك بمالك، فما وجدت مركبا، قبل الذي أتيت فيه الآن، قال: هل كنت قد بعثت إلي بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا، فجعل يتجاهل، ولكن فهم ذلك الرجل أنه قد بعث إليه بتلك الخشبة، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة، فانصرف بألف دينار راشدا» فانظروا إلى عظيم مراقبة هذا الرجل لربه سبحانه، وكيف أن الله – عز وجل – أوصل ذلك المبلغ لذلك الدائن في وقته المحدد، وهذا يدل على عظيم الخشية والمراقبة من هذا الرجل لربه سبحانه. والقصص عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين في جانب المراقبة لله – عز وجل – كثيرة، ولذلك كانوا خير الأمة، وخير القرون، وقد طبقوا الإسلام في جميع أمورهم، فشمل جميع جوانب حياتهم، فأورثهم ذلك مخافة الله وخشيته ومراقبته. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته