أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * مراقبة الله عز وجل – خطبة جمعة عباد الله، قضية تكرر في القرآن الكريم الإشارة والتلميح إليها عدة مرات لأجيال تبقى حاضرة في ذهن كل إنسان، وهي : أن الله – عز وجل – مطلع على العباد، بصير بأعمالهم، ليس بغافل عنهم، وليس بغافل عن أعمالهم، يقول ربنا – عز وجل - : ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ وقد تكرر ذكره قول الله تعالى : ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ تكرر ذكرها في القرآن الكريم تسع مرات، في سورة البقرة في أربعة مواضع، وفي سورة آل عمران، وفي سورة الأنعام، وفي سورة هود، وفي سورة النمل، سبحان الله! في تسعة مواضع من القرآن ينبهنا الله – عز وجل – إلى هذه القضية العظيمة، ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾. ينبهنا ربنا بأنه مطلع على أعمال العباد، لا يخفى عليه منا خافية، ولا يغفل عن شيء منها، ويؤكد سبحانه يؤكد هذا المعنى في آيات أخرى بآثار المغفرة كما في قول الله – عز وجل - : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾[آل عمران: 5]. ويبين في آيات أخرى بأنه بأعمال عباده عليم، وبصير، وخبير فيقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ وقد تكررت هذه في القرآن الكريم ثنتي عشرة مرة، ووردت بلفظ ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ وتكررت أربع مرات، وأما قول الله : ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ فقد تكررت في القرآن سبع مرات، ﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ تكررت في القرآن سبع مرات أيضا، وهذا غير قوله : ﴿خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ ﴿خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ وأما قول الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ فقد تكررت في القرآن الكريم أربع مرات، وقوله: ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ تكررت ثنتي عشرة مرة، فهو سبحانه يعلم أعمال العباد، ويعلم ما تخفيه صدورهم، وما تحدث به أنفسهم، بل يعلم السر وأخفى، وأخفى من السر، وهو السر قبل أن يحدث به الإنسان نفسه، فالله سبحانه وتعالى مطلع على العباد، ليس بغافل عنهم، بصير، وخبير في أعمالهم، لا يخفى عليه شيء من ذلك. إن العبد إذا استشعر إطلاع الله – عز وجل – عليه ومراقبته له، وأن الله تعالى لا يخفى عليه خافية، لا يخفى عليه شيء من عمله، ولا ما توسوس به نفسه، إذا استشعر العبد هذه المعاني فإنه عندما تحيل بمعصية يتذكر ربه، وأنه مطلع عليه، فيخشى الله – عز وجل – ويترك المعصية، كما قال أحد السلف: «لا تجعل الله أهون الناظرين إليك». إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته