أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والعشرون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * خُلق المراقبة .. أُنسٌ للفرد ونَجاحٌ للمؤسسة وقال السعدي في تفسيره: (الشهيد المطلع على جميع الأشياء، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه). وفي قراءتنا لسورة الفاتحة في صلاتنا يومياً نتدبَّر قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.(الفاتحة:4)؛ أي: لا يشاركه في ذلك أحدٌ ممَّن خلق، ولمفردة (الدين) معان كثيرة؛ منها المكافأة والعقوبة، وفي هذا تربية أُخرى للعبد، فإنه إذا آمن بأن هناك يوماً يظهر فيه إحسان المحسن، واساءة المسيء، وأن زمام الحكم في ذلك اليوم العظيم بيد الله تكوّن عنده خُلُق المراقبة، وتوقَّع المحاسبة، فكان ذلك أعظمَ سبيل لإصلاح كل ما يعمل. وفي مسند الإمام أحمد، عن عبد الله بن عمر قال : أخذ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ببعض جسدي فقال : (( اعبد الله كأنك تراه)). يقول سفيان الثوري رحمه الله: (عليك بالمراقبة مما لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء). يقول ابن عطاء السكندري في مناجاته : (عَميتْ عينٌ لا تراكَ عليها رقيباً، وخسرتْ صفقة عبدٍ لم يجعل له من حظك نصيباً). وسئل ابن عطاء الله: ما أفضل الطاعات؟ فقال مراقبة الحق على دوام الأوقات. قال ابن المبارك لرجل: راقب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها فقال: كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل. وسئل الحارث المحاسِبي عن المراقبة فقال: (علم القلب بقرب الله تعالى). *مع أسماء الله الحسنى .. يقول ابن عطاء السكندري في مناجاته : (عَميتْ عينٌ لا تراكَ عليها رقيباً، وخسرتْ صفقة عبدٍ لم يجعل له من حظك نصيباً). إنَّ قراءة متدبرة متمعنة في أسماء الله الحسنى (الرَّقيب، الحفيظ، الشَّهيد، المُحيط، العليم) كفيلة بتحقيق خلق المراقبة لله سبحانه في النفس، فالرقيب الذي يرصد أعمال عباده، والحفيظ الذي يحفظ عباده المؤمنين، ويحصي أعمال العباد، والعليم الذي لا تخفى عليه خافيةٌ من أمور عباده، والسَّميع المدرك للأصوات، والبصير الذي يرى كل شيء. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} .. يقول الإمام ابن جزي في تفسيره (التسهيل): (إذا تحقق العبد بهذه الآية وأمثالها استفاد مقام المراقبة وهو مقام شريف أصله علم وحال ثم يثمر حالين؛ أمَّا العلم فهو معرفة العبد، لأنَّ الله مطلع عليه ناظر إليه يرى جميع أعماله ويسمع جميع أقواله ويعلم كل ما يخطر على باله وأما الحال فهي ملازمة هذا العلم للقلب بحيث يغلب عليه ولا يغفل عنه ولا يكفي العلم دون هذه الحال فإذا حصل العلم والحال كانت ثمرتها عند أصحاب اليمين الحياء من الله وهو يوجب بالضرورة ترك المعاصي والجد في الطاعات وكانت ثمرتها عند المقربين الشهادة التي توجب التعظيم والإجلال لذي الجلال وإلى هاتين الثمرتين أشار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"). ما أحوجنا نحن المسلمين إلى هذا الخلق الكريم، إلى مقام المراقبة لله سبحانه في بيوتنا ومؤسساتنا المختلفة، حيث ينطلق المسلم في بيته وسوقه ومؤسسته، وفي حلّه وسفره، في نهاره وليله وهو يستشعر مراقبة الله سبحانه وتعالى ليستقيم كما أمر، ويؤدّي واجبه المنوط به وهو يستحظر معيّة الله سبحانه، ليرتقي في هذا المقام الفريد وليحقق النجاح المنشود لمؤسسته. [الأنترنت – موقع بصائر تربوية - خُلق المراقبة .. أُنسٌ للفرد ونَجاحٌ للمؤسسة - حذيفة المبارك ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته