أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : آثار فقد محاسبة: إذا لم يحاسب العبد نفسه أو قلة محاسبته لنفسه فإنه يوشك أن يقع في أشياء منها: عدم محاسبة النفس تسهل على العبد الوقوع في المعاصي؛ حيث أن محاسبة النفس تجعله يندم على فعله المعصية، وإذا ندم أوشك أن لا يعملها مرة أخرى، أما إذا لم يأبه للمعصية ولم يحاسب نفسه فإنه من سهل أن يقع فيها أو في معصية غيرها مرة أخرى يعسر عليه ترك المعاصي والبعد عنها، لأنه يكون حينئذ ألفها وإعتاد عليها، وتشربها قلبه فيصعب عليه تركها استثقال الطاعات؛ لأن الطاعات تحتاج إلى جهد وعزيمة، وهذه العزيم لا تأتي إلا بالوقوف مع نفس وقفة محاسبة، وأخدها بالحزم والجد الأسباب المعينة على المحاسبة: يعين المرء على محاسبة لنفسه عدة أمور منها: تحقيق سعادة الدراين ونيل رضى الله تعالى ومحبته؛ لأنه إذا حاسب نفسه علم تقصيرها، وأنه مهما عمل لم يقم بما طلب منه القيام به، وأنه لو قام بما طلب منه احتاج إلى شكر الله الذي منّ عليه بأن وفقه للقيام بما أمر به، وإذا أدرك تقصيره في جنب الله قاده في ذلك إلى أن يبذل المزيد من الجهد، وأن يتدارك النقص، ويستعد أكمال الاستعداد ليوم المعاد؛ ومن هذه الحالة ينال رضى الله ومحبته سبحانه. يطلع على عيوب نفسه: لأنه بالمحاسبة لابد أن يجد في نفسه عيباً، فإذا اطلع على عيبها مقتها في ذات االله تعالى، وأما من لم يحاسب نفسه لم يطلع على عيوبها، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته. إخلاص النية الله: لأن المحاسبة وقفة خفية بينك وبين نفسك لا يعلمها إلا الله، وأنت أدرى بنفسك وبحقيقة أعمالك؛ تعرف هل عملت هذا العمل رياء أو سمعة أو عملته الله. استشعار المسلم للهدف الذي خلق من أجله: إذا حاسبت نفسك علمت أنك لـم تخلق عبثاً ولن تترك سدى، لم تخلق للأكل والشرب والنكـاح وجمـع الأمـوال، خلقت لأمر عظيم وهيئت لأمر جسيم، فحينها تستشعر الهدف الذي خلقت من أجله الاجتهاد في الطاعة: فإن الصائمين في حر النهار ما صاموا إلا بعد محاسبتهم لأنفسهم، والقائمين الليل لماذا كانوا يقومون الليل، والتـالين للقـرآن، والبـاذلين أموالهم في سبيل االله، وغيرهم ما فعلوا ما فعلوا إلا بعد محاسبتهم لأنفسهم. البعد عن المعاصي صغيرها وكبيرها؛ لأنه إذا حاسب نفسه علـى المعصـية دعاه ذلك إلى أن لا يعملها مرة أخرى، وبذلك يبتعد قدر الإمكان عن المعاصي. الزهد في الدنيا: لأنه سيعرف حقيقة الدنيا وحقية نفسه وما تريد، وسيدرك أن الدنيا دار ممر وفناء، يزرع بها العبد ما يحب أن يراه غداً، مما يجعله ينظر إلـى الدنيا على أنها مزرعة للآخرة؛ فلا ينافس أهلها عليها. مراقبة االله؛ لأنه كلما هم بمعصية حاسب نفسه، وكلما هم بتقصير في واجـب حاسب نفسه، وهذه هي المراقبة الله حتى يصل إلى مرتبة الإحسان. مقت الإنسان نفسه وإزراؤه عليها. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته