أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة عشرة بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *وهو معكم أينما كنتم راقب الله في السر والعلن،واعلم أنه يراك؛ فلا يطلع عليك وأنت تعصيه؛ولا تنتهك محارم الله إذا خلوت ولكن قل: علي رقيب جليلة معانيها، عظيمة ثمراتها، من أشرف المقامات، وأرفع المنازل، وأعلى الدرجات، بها ينعم المؤمن بالأمن والأمان، وتتغلب النفس على نزعات الهوى والشيطان. كم أقضّت مضاجع الصالحين، وأرّقت جفونهم، وأسالت دموعهم على خدودهم، وفتتت أكبادهم!! مراقبة الله تعالى من أعظم العبادات، وأساس الأعمال وعمودها، وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أعمال القلب كلها في كلمة واحدة عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (رواه مسلم). وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنه رقيب على عباده فقال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء من الآية:1] وقال سبحانه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة:235]؛ فهو جل جلاله حي قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، عينه لا تغفل عن عباده في الخلوات والجلوات، يعلم سِرّهم ونجواهم، حركاتهم وسكناتهم، لا تخفى عنه خافية، فهو علّام الغيوب ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور. قال ابن المبارك لرجل:"راقب الله تعالى". فسأله الرجل عن تفسيرها فقال: "كن أبدًا كأنك ترى الله عزَّ وجل". وقال إبراهيم الخوّاص: "المراقبة خلوص السر والعلانية لله عز وجل". أما ابن القيم فقال: "المراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطّلاع الحقّ سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه... والمراقبة هي التعبد بأسمائه تعالى: الرّقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير؛ فمن عقل هذه الأسماء وتعبّد بمقتضاها حصلت له المراقبة" ومن علم أن الله رقيب عليه، مطلع على عمله، محصٍ عليه حركاته وسكناته، وخطواته وخطراته وحقيقة نواياه في صدره، خاف من الوقوع في المعاصي، وسارع إلى الطاعات، وتسابق إلى فعل الخيرات، وازداد لله تعظيماً وتوقيرًا وتقربًا، وهذا ما يرتقي به إلى درجة الإحسان الجامعة لخشية الله ومحبته والأنس بذكره والشوق إلى لقائه. وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته بتقوى الله ومراقبته في سرّهم وعلانيتهم، فعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته » (رواه الإمام أحمد في مسنده)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله...» (رواه الترمذي). ورغبهم عليه الصلاة والسلام بالأجر العظيم والظل الظليل لمن راقب الله وعظمه وهابه؛ ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه: «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله... ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» (متفق عليه) . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته