أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة بعد المائة في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * ذنوب الخلوات تذهب بالحسنات ومن هنا يمكن فهم عقوبة إحباط أعمال صالحة ونسف عبادات وطاعات كجبال تهامة وجعلها هباء منثورا كجزاء على ذنوب الخلوات كما جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه إذ الأمر هنا يتعدى حدود مجرد الذنب العابر إلى عتبة النفاق و داء ومستنقع الرياء في الأعمال . الوصف النبوي الدقيق لسمت وحال أؤلئك يجعلهم أقرب إلى المنافقين بأعمالهم المرائين بطاعاتهم منهم للمخلصين المبتغين وجه الله تعالى بها , والدليل على ذلك أنهم "إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها", والانتهاك قرين الاستحلال والأمن من مكر الله وعقوبته , وهو ما يتنافى مع حال المؤمن الذي وإن غلبت عليه شهوته وأوقعته بالمعصية والذنب فهو لا يعصيه مستحلا نواهيه و زواجره وإنما يعصيه تحت وطأة غلبة الشهوة وهزيمته أمام إغوائها وإغرائها , وضعف ارتقائه لمقام الإحسان وحسن مراقبة مالك الأكوان . لا شك أن تحذير المؤمن من الوقوع في ذنوب الخلوات والظهور بمظهر العابد الناسك أمام الخلق والناس بينما ينتهك محارم الله في خلواته ويتجرأ على معصيته حين يكون وحده....لا يعني أن المجاهرة بالذنوب وإعلان المعصية واقترافها أمام أعين الناس دون حياء وخجل منهم أو خوف وخشية من الله مسموح به في دين الله , فالمجاهر بالمعصية أمام إثمين : إثم المعصية ذاتها وإثم المجاهرة بها . ففي الحديث الصحيح عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) صحيح البخاري برقم/6069 إن من سمات أصحاب النفوس الطاهرة والقلوب النقية والأفئدة التقية استواء سريرتهم وعلانيتهم , فحالهم أمام الناس كحالهم في خلوتهم , وخشيتهم من الله في الظاهر كخشيتهم منه في الباطن , لا يفسدون طاعات العلانية بمعصية السر ولا يحبطون أعمالهم الصالحة الظاهرة بذنوب الخلوات الخفية . قال مُطَرِّف بن الشِّخّير: "إذا اسْتَوَتْ سريرة العبد وعلانيته؛ قال الله عزَّ وجلَّ : هذا عبدي حقًّا" . قد لا تكون عقوبة ذهاب الحسنات الكثيرة وإحباط الأعمال الصالحة الوفيرة يوم القيامة هي الجزاء الوحيد لمقترفي ذنوب الخلوات , فهناك التهديد بعقوبة دنيوية عاجلة قد تكون رادعة للمبتَلين بهذا الداء ألا وهي الفضيحة في الدنيا بإظهار ما أسروه وكشف ما أخفوه عن أعين الناس فقد ورد في الأثر عن عثمان رضي الله عنه أنه قال : ما أسَرَّ عبدٌ سريرة إلا أظهرها الله على قَسَماتِ وجهه وفلتات لسانه إن خيرًا فخير وإن شرًا فشَرٌّ . [الأنترنت – موقع المسلم - ذنوب الخلوات تذهب بالحسنات - د. عامر الهوشان ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته