أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة بعد المائة في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة بعد المائة في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *كلمات في ذنوب الخلوات إن من أعظم نعم على عباده تعريفهم ما شاء من أسمائه وصفاته، ليكون العلم بها وسيلة لدعائه، وسبباً في خشيته والخوف منه، ولذا كان مقام الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"([2]) هو أعظم مراتب الدين؛ لأن العبد يستشعر فيه نظر الرب جل جلاله، فصار مقامُ المراقبة من أشرف مقامات العبودية، وأجلّ منازل السائرين في مدارج ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة: 5]. إن استدامة علم العبد بمراقبة الله له، وتيقنَه باطلاعه على ظاهره وباطنه؛ هي ثمرة علمه بأن الله رقيب عليه، ناظرٌ إليه، سامعٌ لقوله، مطّلع على عمله وفي كل طرفة عين. إننا اليوم -يا عباد الله- أحوج ما نكون إلى تذكير أنفسنا بهذه العبودية، خصوصاً في زمن تفجّر وسائل النظر الحرام، وكثرة الأسفار الفردية، إذْ مهما كثرت الوسائل التي يحتاط بها العبد، فليس ثمة شيء يحول دون ذنوب الخلوات مثلَ استشعار مراقبة رب الأرض والسماوات. وإذا قلّبنا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وجدنا ألواناً من تربية المؤمنين على هذه العبودية، وحثّاً على التحقق بها؛ إذْ هي أعظم الكوابح، وأقوى الموانع، في لحظةٍ يخلو بها العبد بمحارم الله تعالى! إن من أعظم الدروس التي يخرج بها القارئ لقصة يوسف، هو درس المراقبة في لحظة القدرة على المعصية، أشد وأقوى ما تكون الدواعي للمعصية: ﴿مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾[يوسف: 23]. وحين يشتد الحرُّ يوم القيامة على أهل الموقف، فتدنو الشمسُ من الخلائق قدْر ميل، بعد أن كانت بعيدة عنهم نحو مائة مليون وخمسين مليون كم! في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة..حفاة عراة غرلا.. في هذا الموقف يخلق الله ظلاً يستطل به طائفة من الناس يتقون به حرّ ذلك اليوم.. ومِن هؤلاء الذين ينالون شرف الاستظلال: "رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" فهو أحد السبعة الذين يظلهم في ظله، كما قال صلى الله عليه وسلم. "إنه رجل يخشى الله في سره، ويراقبه في خلوته، وأفضل الأعمال خشية الله في السر والعلانية، وخشيةُ الله في السر إنما تَصدُر عن قوة إيمان ومجاهدة للنفس والهوى، فإن الهوى يدعو في الخلوة إلى المعاصي، ولهذا قيل: إن مِن أعز الأشياء الورع في الخلوة. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته