أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والتسعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والتسعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * احذر! أن الله يراك! ولنتأمل هذا الحديث النبوي الشريف من سنن ابن ماجه بسند جيد من حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً)) قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جَلِّهِم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: ((أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)) فما أحوجنا إلى تأمل هذا الحديث واستحضاره لا سيما في أيامنا هذه التي كثر فيها الفساد وتيسرت أسبابه فلم يبق مانع ولا حاجز إلا أن يخاف العبد ربه في السر والعلن. اللهم اجعلنا ممن يطيعون ولا يعصون ، ويذكرون فلا ينسون ، ويشكرون قلا يكفرون .[ الأنترنت - موقع حزب التحرير - مراقبة الله في السر والعلن ] *أعظم العبادات مراقبة الله في سائر الأوقات قال ابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " : من منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } منزلة المراقبة ..وهي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.. فاستدامته لهذا العلم ، واليقين بذلك هي المراقبة .. وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه ..رقيب عليه ..ناظر إليه ..سامع لقوله ..مطلع على عمله .. ومن راقب الله في خواطره ؛ عصمه الله في حركات جوارحه .. قال أحدهم : والله إني لأستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه .. قال ذو النون : علامة المراقبة ..إيثار ما أنزل الله ..وتعظيم ما عظَّم الله ..وتصغير ما صغَّر الله .. وقال إبراهيم الخوَّاص :المراقبة ..خلوص السرّ والعلن لله جلَّ في علاه ..من علم ..أنَّ الله يراه حيث كان ..وأنَّ الله مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانتيته ..واستحضر ذلك في خلوته ..أوجب له ذلك العلم واليقين ..ترك المعاصي والذنوب .. أو كما قال .. الشافعي :أعزّ الأشياء ثلاثة ..الجود من قلة ..والورع في خلوة ..وكلمة الحق عند من يُرجى أو يُخاف ..وقالوا : ..أعظم العبادات مراقبة الله في سائر الأوقات قال ابن القيم :والمراقبة ..هي التعبد بأسمائه :الرقيب ..الحفيظ ..العليم ..السميع ..البصير ..فمن عقل هذه الأسماء وتعبَّد بمقتضاها حصلت له المراقبة ..إذا أردت أن تعرف مدى إيمانك ..فراقب نفسك في الخلوات..راقب نفسك في الخلوات ..إنَّ الإيمان لا يظهر ..في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار ..بل يظهر ..في مجاهدة النفس والهوى ..والله ..ما صعد يوسف عليه والسلام ولا سعُد ..إلا في مثل ذلك المقام ....{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } .. سورة النازعات 40-41 إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته