أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والتسعون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والتسعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * احذر! أن الله يراك! وهذا ما يجب أن يكون عليه المؤمن ،، متيقن من اطلاع الله تعالى على ظاهره وباطنه، وأنه ناظرٌ إليه، سامعٌ لقوله، عالمٌ بحركاته وسكناته . وإن من أهم المعاني العظيمة التى يجب علينا أن نربي أبناءنا عليها هو استشعار رقابة الله تعالى فهى كفيلة إذا ما غرست فى نفوس الأبناء بعناية بأن تجنبهم الكثير من الزلل فى عالم الشهوات والشبهات اليوم ،فنحن لا نستطيع أن نحجب الأبناء عن كل فتن ومغريات هذه الحياة ولكننا نستطيع ان نزرع فى نفوسهم مراقبة الله وذلك من خلال غرس عبادة الإحسان في نفوسهم منذ نعومة أظفارهم، والتي شرحها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ( . فمن قام في قلبه أنه لا تخفى على الله خافية، راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده، واستوى عنده السر والإعلان، ولذلك كان من وصاياه صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت)) أي في السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لا يرونك، فخشية الله تعالى في الغيب والشهادة من أعظم ما ينجي العبد في الدنيا والآخرة ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألك خشيتك في الغيب والشهادة)) وكان الإمام أحمد كثيراً ما ينشد قول الشاعر: إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلــوت ولكن قل عليَّ رقيب ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب فلنتقِ الله في السر والعلن ولنحذر من انتهاك محارم الله في الخلوات فإن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه أثره ومذلته . فإن كنت تظن أنه لا يراك فقد كفرت بالله، وإن كنت تعلم أن الله يراك فكيف تجترئ على خالقك وربك ومولاك وتجعله أهون الناظرين إليك، لا تنظر يا عبد الله إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، انظر إلى عظمة الله وإلى جلال الله. وإن الصحابة رضوان الله عليهم استشعروا رقابة الله، فأثرت هذه الرقابة في حياتهم وفي سلوكهم حتى كانوا خير أمة أخرجت للناس، إنهم لم يكونوا ملائكة ولم يخرجوا عن بشريتهم في يوم من الأيام، ولكنهم كانوا في أروع صورة بشرية عرفتها الدنيا، لأنهم تخرجوا من مدرسة الحبيب محمد ، وتربوا على مائدة القرآن وسنة سيد الأنام محمد . لكن اليوم وحين غابت مراقبة الله وضعف الإيمان عند عدد كبير من الناس تجرؤا على محارم الله وجاهروا بمعصيته والبعض إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ، غابت المراقبة فأُكل المال الحرام وفعلت الفواحش والآثام وضيعت أحكام شرعية وحرفت غيرها ، قل الحياء وظهر العقوق وبخست الحقوق وتعلقت القلوب بالدنيا وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانطفأت الغيرة على حرمات الله فلا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته