أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والثمانون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والثمانون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *كيف تعلم ولدك مراقبة الله تعالى أما الولد الكبير الذي قارب البلوغ, وأصبحت قدرته أكبر على فهم الأمور المجردة, وإدراك القضايا الغيبية بصورة أعمق, فإن الأب ينهج معه منهجا آخر, فيسلك معه الأسلوب المباشر فيخاطبه مباشرة بالآيات المباركات التي تركز على جانب المراقبة لله عز وجل, فيتلوها عليه مختارا الأوقات المناسبة, خاصة بعد صلاة الفجر, حيث صفاء الذهن, ورقة الإحساس, وقلة الملهيات والشواغل, فيتلو بعضا من آيات الذكر الحكيم كأن يختار آيات من سورة الأعراف, أو خاتمة سورة المؤمنون, أو سورة ق, أو يختار بعض السور من الجزئين التاسع والعشرين والثلاثين من المصحف الشريف, مراعيا في تلاوته الخشوع والبكاء, فإن أثر التلاوة الخاشعة المصاحبة للبكاء أعظم في نفس الولد, وأكبر وقعا من مجرد التلاوة الجافة, فلا بأس أن يحسن الأب صوته بالتلاوة في خشوع. والمقصود هو إظهار الخشوع والحزن والبكاء عند التلاوة ليكون وقعها على النفس أشد فتتأثر وتنصدع, وقد كان ابن الجوزي رحمه الله عندما كان صغيرا يتأثر ببكاء بعض شيوخه أكثر من تأثره بعلمهم والولد الذي يشاهد هذا التأثر على أبيه لا شك يتأثر, وكأن لسان حاله يقول: إن هذا الأمر الذي يبكي والدي له أمر عظيم وسوف يبقى في نفس الولد أثر هذا الخشوع, ويرتسم في مخيلته, حتى يكبر وينضج, فيتذوق حلاوة الإيمان, ولذة الخشوع, فيكون ذلك مدعاة لدوام استقامته, وتمام توفيقه وسداده ويضيف الأب إلى آيات القرآن الكريم بعضا من الأحاديث النبوية التي تركز على هذا الجانب وتقويه في نفس المؤمن, ومن هذه الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام وهو يكشف للناس حقيقة من حقائقٍ عالم الغيب التي يهتز لها الوجدان, وينخلع لها القلب عند تخيل حقيقتها وطبيعتها حيث يقول إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ؛ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا . والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وهذه الآيات والأحاديث لا شك أن لها أثرها على نفس الولد, حتى وإن لم يظهر ذلك في بادئ الأمر, فإنه يُختزن في ذاكرته, ويُنقش في قلبه, ويظهر أثره عند مقاربة البلوغ وبعده على صورة رغبة وميل نحو التدين والتزام الإسلام وقد كان بعض السلف يعلم أولاده كيف يستحضرون رقابة الله عليهم عن طريق ذكر الله بالقلب, فيعلم ولده أن يقول: الله معي, الله يراني, الله ناظري ويكرر ذلك مرارا دون تلفظ, وهذا الأسلوب إن استمر عليه الولد مكّنه ذلك من استحضار مشاهدة الله له, ومراقبته له الأنترنت – موقع الطريق الى الله - كيف تعلم ولدك مراقبة الله تعالى ، إعداد عدنان حسن صالح با حارث] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته