أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والسبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *كيف تعلم ولدك مراقبة الله تعالى وهذا أسامة بن زيد, وأسيد بن ظهير, والبراء بن عازب, وزيد بن أرقم, وغيرهم كثير, يعرضون أنفسهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يسمح لهم بالمشاركة في قتال الكفار في غزوة أحد, فيردهم لصغر سنهم وفي يوم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا .... } الآية, فإذا بالفتى يسقط مغشيا عليه من وقع التلاوة على قلبه, فيضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدره ويقول له: يا فتى قل لا إله إلا الله, فقالها فبشره بالجنة, وصبيان آخرون في سن السابعة تقريبا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعونه مع الكبار, فيبسط يده ويبايعهم هؤلاء الصبيان الصغار الذين لم يبلغوا الحلم, ولم تصقل خبراتهم بعد, ولم بتعلموا الكثير من العلوم عرفوا معنى الحياة وحقيقتها, وأنها فانية, فقد كان دور الأسرة في ذلك الوقت دورا رائدا ورئيسا في إيجاد هذا الشعور العجيب في قلوب الصغار نحو الله عز وجل, واستشعار معيته ومراقبته لهم مما دفعهم إلى مزيد من التضحيات في سبيل الله سبحانه وتعالى وهذا هو النوع من الشعور الذي يطالب الأب المسلم بغرسه في نفوس أولاده الصغار, وتربيتهم عليه, حتى تتعلق قلوبهم وأرواحهم بالله عز وجل, فتكون جميع حركاتهم وسكناتهم موافقة لمنهج الله عز وجل. فإن نجح في هذه المهمة في طفولتهم فقد ضمن دوام استقامتهم وسلامتهم من الانحرافات في مستقبل حياتهم إن شاء الله تعالى ومن أهم العوامل المساعدة على تنمية هذا الشعور عند الولد إشعاره بالانتماء إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, فالأطفال يحبون هذا الشعور, ويرغبون في شئ يعتقدونه ويعملون من أجله ليشعروا بمعنى الحياة وقيمتها, فإذا وجههم الأب إلى هذا النوع من الانتماء يكون قد أشبع في نفوسهم هذا الميل الفطري, الذي لا يشبعه إلا هذا الانتماء العظيم ، والأب يسعى دائما بإشعار الولد بمراقبة الله له في كل وقت وفي كل مكان, ويوقظ عنده المسؤولية أمام الله, ويشعره بواجبه تجاهه سبحانه وتعالى. وهذا يمكن تحققه خاصة مع الولد في سن التمييز, إذ يمكنه أن يفكر بصورة مجردة, ويفهم ويدرك تلك المعاني ويستخدم الأب أسلوب الترغيب والترهيب لينمي في ولده الرغبة والحب لله من جهة, والخشية والخوف من جهة أخرى, فيعيش بين الخوف والرجاء. ويلاحظ الأب عدم الإكثار من تخويف الولد بعذاب الله بصفة مستمرة, خاصة إن لم يكن هناك مبرر لذلك, أو مناسبة للتذكير, بل يركز قدر الإمكان على جانب الترغيب ويعلق قلب الولد بجانب الرجاء فهو أكثر حاجة إليه وأرغب فيه. وإن احتاج إلى الترهيب الذي لابد منه في بعض الأوقات, فعليه أن يستخدمه بأسلوب غير مباشر, فإذا قام الولد بعمل حسن محمود قال له : إن الله سيحبك من أجل هذا العمل ويدخلك الجنة, فإنك لست كالأولاد الآخرين الذين يعملون السيئات, والذين سيعذبهم الله بالنار وبهذا الأسلوب يكون الأب قد أثاب ولده على الفعل المحمود, وفي نفس الوقت حذره بصورة غير مباشرة من الفعل القبيح المذموم . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته