أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والسبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *كيف نراقب الله : *كيف تعلم ولدك مراقبة الله تعالى لقد ركز منهج الإسلام في التربية على إثراء جانب المراقبة لله عز وجل في النفس الإنسانية, فقد تضمن القرآن الكريم كثيرا من الآيات المشيرة إلى هذا المعنى. يقول الله سبحانه وتعالى حاكيا عن لقمان الذي أرشد ولده إلى هذه المراقبة يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ, ويقول أيضا وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖوَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. فحتى الخواطر والخطرات التي ترد على النفس يعلمها الله ويحيط بها, ويقول سبحانه وتعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ, أي: أن الله سبحانه وتعالى مع الإنسان أين ما كان بعلمه وقدرته وكمال إحاطته بخلقه وفي الحديث عندما كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه رديف النبي صلى الله عليه وسلم على الدابة حيث أراد عليه الصلاة والسلام أن يذكي في نفس ابن عمه الصغير هذا الجانب الهام فقال له: يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن, فقلت: بلى, فقال: احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده أمامك, تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة, وإذا سألت فسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, قد جف القلم بما هو كائن, فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه, وإن إرادوا أن يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه بهذا الأسلوب القرآني والنبوي, يتعلق الولد بالله عز وجل, ويقطع جميع العلائق دون الله, فلا يرجو إلا الله, ولا يخاف إلا الله, ولا يسأل إلا الله, فيحفظ الله في خلواته, وعند قوته بتمام الاستقامة على منهجه, فيكون دائم المراقبة لله في الرخاء والشدة وبهذا المنهج تربى الطفل في عصر النبوة تربية راسخة, جعلته قوة فعالة ثابتة, وأمثلة حقيقية تفوق الخيال, فلا يكاد يفرق بين الرجل الكبير والطفل الصغير, فالكل كبار بأفعالهم وأعمالهم الحميدة فهذا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبلغ وهو ابن عشر سنين, ويتبعه رغم الآلام والخسائر والمعاناة التي يلقاها المؤمنون في ذلك الوقت في مكة, فلم يمنعه كل هذا – مع صغر سنه – من اتباع الحق, والتمييز بينه وبين الباطل, واختيار الطريق, وتقرير المصير. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته