أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والسبعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والسبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *كيف نراقب الله : فإن المسلم معرض لوسوسة الشيطان وإغوائه، حسداً منه لآدم الذي أغواه فتاب إلى ربه، ولهذا يحتاج المسلم إلى تذكيره بمخاطر عدوه إبليس، وإلى تذكره دائماً بأن الشيطان له بالمرصاد، ولا ينجيه منه إلا لجوؤه إلى الله تعالى يستعيذ به من عدوه، ويجاهد نفسه على طاعة ربه مخلصاً له عمله، متبعاً فيه رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا ضلَّ وهلك، وصار من حزب عدوه، الذي أمر الله عباده بعداوتهم له، والبعد عن طاعته؛ لأنه لم يفتأ يسوس لهم ليضلهم ويوقعهم فيما وقع فيه من غضب الله، فيكون مصيرهم كمصيره النار، كما قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} [فاطر]. والذي يترك اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم ويتَّبع الشيطان، إنما يشاق الله ورسوله، ويحارب دينه وكتابه، وجزاؤه ما ذكره الله تعالى في قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً(115)} [النساء]. فالمسلم في حاجة دائمة ـ بل في ضرورة ملحة ـ إلى ما يلازمه في حياته كلها، ليذكره بطاعة الله تعالى وترك معاصيه، ويذكره بعدوه إبليس الذي يلازمه ملازمة ظله ليغويه ويصرفه عن عبادة الله إلى عبادته، وعن طاعة الله إلى طاعته، كما قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)} [الأعراف]. وضوح منهج الإسلام وحاجة المسلم إلى عون الله: وقد أمدَّ الله عباده بمنهج واضح في غاية الوضوح، كامل في غاية الكمال، وهو كتاب الله وسنة رسوله الرسول صلى الله عليه وسلم، شامل لكل حياتهم أفراداً وأسراً وجماعات ودولاً، يغنيهم عن غيره من مناهج الأرض كلها، ولا يغنيهم عن شيء منه، شيء مما سواه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)} [الأنعام]. فإذا جد المسلم واجتهد في تعلم كتاب الله وسنة رسوله الرسول صلى الله عليه وسلم، على أيدي من فقههم الله تعالى فيهما، وقرأهما قراءة الفاحص المتأمل بعرض نفسه عليهما ليعلم مدى استجابته لهما وعمله بما أمره الله فيهما وترك ما نهاه الله عنه، وعمل بذلك فقد فاز برضا ربه. ولكنه لا يستغني عن مرشد ناصح له يذكره إذا نسي، وينبهه إذا غفل، ويوقظه إذا نام، وهل سيتوفر له هذا المرشد الناصح في جميع أوقاته التي لا يدعه فيها الشيطان لحظة واحدة في داخل بيته وخارجه، في مدرسته ومصنعه، وسوقه ومكتبه، في حضره وسفره في خلوته وجلوته؟ كلا! ولهذا شرع الله للمسلم الاستعانة بالله في عبادته: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)} [الفاتحة]. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته