أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والسبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : *أين الله في حياتنا؟ أين الله في حياتنا؟.. هل سألنا أنفسنا هذا السؤال يوما من الأيام.. ففي الصحيح من حديث ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعلمن أقوامًا من أمتي يوم القيامة يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ، يجعلها الله هباءً منثورًا، قال ثوبان: صِفْهُم لنا؟! جلِّهم لنا؟! ألاَّ نكون منهم يا رسول الله؟ قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها". رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة. يا رب لطفك!! يا لله!! أعمال كجبال تهامة بيضاء، يجعلها الله هباء منثوراً!، فالأمر عباد الله جِدُّ خطير إذا لم نراقب الله في السر والعلن، تخيلوا معي معاشر المسلمين الموحدين، بمجرد أن ننتهك حرمات الله تضيع حسناتنا، والطامة الكبرى أن هؤلاء الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث أنهم يأخذون من الليل ما يأخذون، بمعنى يتهجدون ويناجون ربهم،لكن بسبب عدم تعظيمهم لله، واستهتارهم، واستخفافهم بالله ، نالوا الخزي والعار يوم القيامة، أما الذي يذنب نسأل الله السلامة. فما أحوجنا إلى هذه المراقبة.. ما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم في حياتنا حين ينطلق المسلم في بيته وسوقه، في حله وسفره، في نهاره وليله، عند وجود الناس أو في الخلوة عنهم، ما أحوجنا إلى هذا الخلق العظيم. قال زيد بن أسلم: "مَرّ ابن عمر براعي غنم فقال: يا راعي الغنم هل مِن جَزرة؟ قال الراعي: ليس ها هنا ربها ، فقال ابن عمر: تقول أكلها الذئب ! فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال: فأين الله ؟ قال ابن عمر: فأنا والله أحق أن أقول فأين الله، فاشترى ابن عمر الراعي واشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم. وقد صَحَّ في الحديث عن نبيِّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - قولُه: ((الإحسان أنْ تعبُد الله كأنَّك تَراه، فإنْ لم تكن تَراه فإنَّه يَراك)). ومُقتَضى هذا الحديث أنْ يَسِير العبدُ الناصح لنَفسِه في طريقه إلى ربِّه على هذه الصِّفة، يَعبُد الله كأنَّه يُشاهِده، فإنْ لم يتيسَّر له هذا المقام فليَعبُد الله بمقام المُراقِبين، بحيث يستَشعِر المرءُ أنَّ الله يراقبه؛ فهو معه بعِلمِه وإحاطته أينما كان، يسمَعُ أقواله، ويَرى أعمالَه، ويعلَمُ أحوالَه؛ ﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 8 - 10]. فاعتِقاد هذا القُرب، واستِحضار تلك المعيَّة يُوجِبان للعبد الخشية والخوف من الله - تعالى - والهيبة والتعظيم والإجلال له - سبحانه - ويَبعَثان على الحياء من الله - تعالى - والخجل من مُقارَفة مَعصِيته، والإخلاص لله في عِبادته وتَحسِينها، وإتمامها وإكمالها؛ طَمَعًا في جَزِيل مَثُوبته. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته