أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والسبعون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والسبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * مراقبة الله تعالى أولا فالمعية العامة هي منه سبحانه وتعالى للخلائق كلها، والمعية الخاصة هي معية النصر والتأييد لعباده الصادقين، فنبي الله موسى عليه السلام يكلفه ربه تعالى أن يذهب هو وأخوه هارون إلى طاغية البشر فرعون وأن يدعوانه إلى الخضوع والإذعان لرب الكون الواحد الأحد، فيسيطر الخوف على نبي الله موسى عليه السلام فيقول: {رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى} [طه: 45]، ويأتيهم علاج مرض الخوف من غير الله {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]، ومن الواضح أن هذا العلاج قد أتى بثماره، ففي لحظة شديدة على النفس البشرية يصرخ أصحاب موسى وهم يرون فرعون وجنوده من خلفهم والبحر من أمامهم إنّا لمدركون، فيقول نبي الله موسى عليه السلام بثقة المؤمن الذي يستشعر رؤية الله وتأييده {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]. وكأني بالموقف يتكرر في هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، فعندما يسيطر الخوف على صاحبه الكريم أبي بكر الصديق من أن يقتل أعداء الدعوة صاحب الدعوة محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم موضع قدمه لرآنا.. فيقول صلى الله عليه وسلم بثقة المؤمن الذي ارتقى حسه إلى رؤية المعية الكبرى من الله له: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما»، ويثني ربنا عز وجل على جمال إجابة رسولنا صلى الله عليه وسلم، فيسجل هذه الإجابة كي تكون شعار للعاملين بدينه والعاملين له{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، فمراقبة العبد لربه وشعوره بمراقبة الله له تكسب العبد هذا الثبات على الطاعة والمسارعة في فعل الخيرات، بل وتجرده من كل خُلق ذميم، فينعم بهدوء بال فلا يعصف به الأسى أبدًا. وما أجمل أن ترى أفعال صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ورضوان الله عليهم جميعًا، كانوا إذا أسلموا وتركوا جاهلية الآباء والأجداد ودخلوا في روضة الإسلام يعرف هذا التغير في وجوههم .. فتراهم وكأنهم ولدوا من جديد، أن هناك شيئًا في قلبهم قد تغير فغيّر كل شيء في كيانهم، عادوا يرتبون الأولويات.. ويعظمون ويحقرون من الناس، ويقبلون ويرفضون من الأفعال والكلمات حسب المعيار الإيماني الذي استنارت به قلوبهم، فمن يرى ربه لن يرى عظيمًا سواه. ولن يرى هداية في طريق غير طريقه. كان الصحابة رضوان الله عليهم ينافسون أنفسهم في أن يُرِي الواحد منهم ربه خيرًا، فهذا أنس بن النضر عليه رضوان الله لم يحضر غزوة بدر فيعزم أن يُري الله من نفسه خيرًا.. وينطلق في غزوة أحد صادقًا في وعده الذي قطعه على نفسه حتى فاضت روحه الطاهرة إلى ربها فيدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وهو يتلو قول الله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]. وتتفاوت مستويات الناس حسب إيمانهم بربهم واستشعارهم لوجوده وإحساسهم بمراقبته لههم سبحانه، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لأصحابه: أنتم أكثر صومًا وصلاة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيرًا منكم قالوا: وبم ذلك؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب منكم في الآخرة. وقال بعض السلف: ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره. [ الأنترنت - -موقع الإيمان أولا - مراقبة الله تعالى أولا ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته