أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والسبعون في موضوع "الرقيب "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والسبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : * مراقبة الله تعالى أولا إذا سلكت الطريق إلى الله كان أول الطريق هو الإسلام، فإذا حافظت على أركانه وأوامره، وانتهيت عما نهى ربك.. وخشعت روحك لربها، أنذاك وصلت إلى دائرة الإيمان، فإن جاهدت نفسك في هواها، وأقبلت على ربك بكل جوارحك، وصلت إلى دائرة الإحسان . ولقد سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ولا شك أن الذي يقف في صلاته وهو يستشعر مراقبة الله سيجد لصلاته من الخشوع والجمال واللذة ما لا يراه في صلاة أخرى لا تخضع لهذا الشرط، فماذا لو شعر برؤية الله له في كل حين؟! إن الله لا يريد العبد الذي يؤمن بوجوده فقط، بل يحس بوجوده معه فيتهيب رؤية الله له حيثما كان، فيؤثر ذلك في سلوكه ويدفعه إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، واسمع إلى قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7].. وقوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19].. وقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235].. وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52]. فماذا يقول رجل لأخيه إذا أحس أن ثالثهما ربهما؟! وكيف تكون عبادة العبد لربه إذا استحضر ذلك؟! ومن أسماء الله الحسنى التي أمرنا بإحصائها ومعايشتها: الرقيب والحفيظ والعليم والسميع والبصير.. فمن عايش هذه الأسماء ورددها على قلبه صباح مساء سيرى في قلبه تعظيمًا لربه يملأ عليه وجدانه،فيذهل به عن تعظيم ما سواه، ومواظبة على السير في الطريق إلى الله، وعصمة تحول بينه وبين الوقوع في الحرام، وقوة على تحمل لأداء الطريق إلى رضوان ربه، وسيرى حضور قلبه في العبادة، تسمو به إلى مصاف الخاشعين الصادقين. وأجمل ما في مراقبة الله تعالى والإحساس بوجوده، هو لذة الأنس به والقرب منه يقول الإمام ابن القيم: إن سرور القلب بالله وفرحه به وقرة العين به لذة لا يشبهها شيء من نعيم الدنيا البتة، وليس له نظير يقاس به، وهو حال من أحوال الجنة. والحديث الشريف يبين أن للإيمان لذة وحلاوة، قال صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولًا» وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار» ويحتاج السائرون إلى الله تعالى إلى التذكير بمعية الله لهم، وذلك حتى لا يسيطر عليه الضعف مهما كانت ظروفهم، وحتى لا يفقدوا الأمل إذا رأوا شدة بطش عدوهم، فلله معية عامة ومعية خاصة.. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته