أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السبعون في موضوع "الرقيب "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السبعون في موضوع (الرقيب) وهي بعنوان : 5- أنهم أهل الحسنى وأهل الجنة وأهل النظر إلى وجه الله الكريم، قال الله تعالى: "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" [يونس: 26]، أما الحسنى: فهي الجنة، أما الزيادة: فهي النظر إلى وجه الله الكريم، كما فسرها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة- قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل»(1)، وفي رواية أخرى زاد: «ثم تلا هذه الآية "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ"»(2). 6- أنهم أهل صلاح وإصلاح لغيرهم، أهل صلاح في نفوسهم وأهل إصلاح لغيرهم، أهل صلاح في نفوسهم لأن قلوبهم ملئت بمراقبة الله عز وجل، وسلمت من كل شائبة، وألسنتهم ملئت بمراقبة الله عز وجل، فسلمت واستقامت، واستنارت ونجت، وجوارحهم ملئت بمراقبة الله عز وجل فحبسوها على طاعة الله، وحبسوها عن معصية الله وراقبوا الله تعالى على كل حال، وما يروى أن امرأة جميلة في يوم من الأيام أرادت أن تظهر لزوجها جمالها فنظرت في المرآة وقالت لزوجها: أترى هذا الوجه لا يفتن أحدًا إذا رآه؟ قال: نعم. لا يفتن رجلاً واحدًا، قالت: من هو؟ قال: عبيد بن عمير «رجل صالح» يدرس الناس ويعلم الناس ويتقرب إلى الله عز وجل، وكان يجلس في المسجد الحرام، قال: أما عبيد بن عمير، لا تستطيعين أن تفتنيه. قالت: أتأذن لي أن أفتنه؟ قال: نعم. وهذا القول يدل على الدياثة؛ لأنه لا بد أن يكون لدى الإنسان غيرة على محارمه، وكل دابة تغار على أنثاها، إلا الخنزير فإنه لا يغار على أنثاه؛ أما بقية الدواب فتغار على إناثها، قال لها: اذهبي إليه «وهذه من وسائل الإفساد»، فذهبت إليه المرأة متحجبة حتى وصلت إليه وهو في المسجد، فقالت له: أيها الشيخ لي إليك حاجة، قال: ماذا تريدين؟ فكشفت وجهها، وإذا به كفلقة القمر، فنكس رأسه إلى الأرض ممتثلاً أمر الله في قوله: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" [النور: 30]، ومن المؤسف أن بعض الناس يقول: معي ممرضة ولا أستطيع غض البصر، لابد أن أنظر إليها، نقول له: أين أنت أيها الطبيب من الآية: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" [النور: 30]؟ فالآية لعموم الأمة حتى ولو كنت طبيبًا لا يجوز للطبيب أنه ينظر إلى الممرضة، هذا حكم عام للطبيب وغيره، الشاهد: أن عبيد بن عمير غض بصره، نكس رأسه إلى الأرض خجلاً وحياءً من الله، قالت هذه المرأة: لي إليك حاجة، فاقض حاجتي، قال: يا أمة الله اسمعي مني هذه النصائح! وأعطاها أربع مواعظ في المراقبة وهو منكس رأسه إلى الأرض. 1- قال يا أمة الله: أرأيت لو نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، أكنت ترغبين أننا قضينا حاجتنا منك، قالت: لا والله. فذكرها بالموت الذي غفلت عنه ونسيته. 2- قال يا أمة الله: أرأيت لو أدخلت إلى قبرك وجاءك منكر ونكير، 3- وسألاك في قبرك، أكنت ترغبين أننا قضينا حاجتنا منك، قالت: لا والله. ذكرها بالقبر بعد الموت وما فيه من الحساب. 3- قال يا أمة الله: لو حشرت في القبر وأصبحت في عرصات يوم القيامة وكنت لا تدرين: أتنجين أم لا تنجين؟ ولا تعلمين: أيثقل الميزان أم يخف؟ وهل تأخذين الكتاب باليمين أم بالشمال؟ أكنت ترغبين أن نكون قد قضينا حاجتنا منك؟ قالت: لا والله. 4- قال يا أمة الله: لو وضع الصراط على متن جهنم، وكنت لا تعلمين: 5- أتجوزينه أم لا تجوزينه؟ «بمعنى أتعبرين الصراط أم لا تعبرينه؟ » أكنت ترغبين أننا قضينا حاجتنا منك؟ قالت: لا والله، وكفى. وأخذت الموعظة من القلب مأخذَها، وأول عمل عملته بعد هذه الموعظة: 1- أسدلت الحجاب على وجهها، وليت سائر النساء يراقبن الله في الحجاب، ويحافظن عليه؛ فإنه عبادة من امتثلته أجرت، ومن كشفته عوقبت. 2- ولت طائعة، وقد جاءت عاصية. 3- ولت تائبة، وقد جاءت مذنبة. 4- رجعت إلى بيتها لتقر فيه ولا تخرج منه إلا لضرورة؛ عملاً بقول الله تعالى: "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ". 5- بكت حتى وصلت بيتها بكاء التوبة النصوح. 6- قالت لزوجها: أنت بطال، ونحن بطالون، الناس سباقون إلى الجنة وإلى الخيرات ونحن لا نزال متأخرين، قال هذا الرجل: كنت أريد أن تفسدي عبيد بن عمير فأفسدك، - والله لم يفسدها بل أصلحها - انظر إلى تصور بعض الناس لكنه أصلحها، ورجعت إلى ربها تائبة. [ الأنترنت – موقع صفات أهل المراقبة لله ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته